نشرت المجلة الطبية البريطانية، نتائج دراسة سريرية عشوائية، تفيد بأن تدخلًا نفسيًا قصير الأمد يعتمد على السرد القصصي ويقوده طبيب الرعاية الأولية، يمكن أن يقلل من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى المرضى بعد خروجهم من وحدة العناية المركزة.
صممت الدراسة وفق منهجية 'التجربة العشوائية'، وهدفت إلى تقييم فعالية تدخل بسيط قائم على 'العرض السردي الموجّه' يُقدمه طبيب عام، مقارنة بالرعاية التقليدية المقدمة بعد الخروج من العناية المركزة.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا هذا التدخل أبدوا انخفاضًا كبيرًا في شدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مثل الكوابيس، واسترجاع الذكريات المؤلمة، ومشاعر الانفصال، مقارنة بالذين تلقوا الرعاية المعتادة فقط.
كما أشارت التحليلات إلى أن هذا النوع من التدخل يعزز من تعافي المرضى نفسيًا ويساعدهم على معالجة التجربة الصادمة بطريقة صحية وآمنة.
وأوضحت الدراسة أن الفترة التي تلي الخروج من العناية المركزة تمثل نافذة حرجة للتدخل النفسي، حيث يعاني نسبة كبيرة من المرضى من اضطرابات مستمرة، تتضمن القلق والاكتئاب واضطراب النوم، قد تستمر لأشهر أو سنوات إن لم تُعالج.
ويُعد هذا النموذج العلاجي أداة فعالة وقابلة للتطبيق في نظام الرعاية الأولية، خصوصًا في البيئات التي تعاني من نقص في الأخصائيين النفسيين، ما يُسهم في سد فجوة الرعاية النفسية ويتيح وصولًا أكبر للعلاج.
وتفتح نتائج الدراسة آفاقًا جديدة لدمج الرعاية النفسية بشكل ممنهج ضمن الرعاية الصحية بعد العناية المركزة، مع التوصية بإجراء مزيد من البحوث طويلة الأمد لتقييم أثر هذا التدخل على جودة الحياة والتعافي الشامل للمرضى.