مشاعر الفرح تعم مدينة إربد
وضع فريق الحسين بصمته على لقب بطولة دوري المحترفين لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه وللموسم الثاني على التوالي، مستفيداً من فوزه على شباب الأردن 4/1، وتعادل منافسه المباشر الوحدات مع الرمثا 1/1، في الجولة الأخيرة من عمر البطولة، ليرفع رصيده النقطي إلى 53 متقدماً بفارق نقطة عن وصيفه الوحدات.
رحلة الحفاظ على اللقب مرت بتقلبات ومنعطفات حادة، تأرجح خلالها لقب أغلى البطولات المحلية بين الحسين والوحدات، قبل أن ينجح الفريق الشمالي من حسم صراع المنافسة، مستفيداً من الهدية التي قدمها جاره الرمثا بتعادله مع الوحدات، في سيناريو مثير حبس الأنفاس حتى الأمتار الأخيرة.
طريق الحسين نحو منصة التتويج بدا غريباً وأثار حيرة منافسيه قبل أنصاره، فبعد أن نجح بإنهاء مرحلة الذهاب متقدماً بفارق مريح عن أقرب مطارديه، وظن الجميع أن الفريق يسير بطريق معبدة نحو الإحتفاظ باللقب، بدأت حالة الشك تتسرب مع توالي جولات مرحلة الإياب، وتوالي الإخفاقات التي قلصت الفارق إلى نقطة بعد الخسارة أمام الوحدات في الإسبوع 20.
تداعيات ذلك فرضت على مجلس الإدارة إتخاذ قرار جريء بالإستغناء عن المدرب البرتغالي جواو موتا والإستعانة بالمدرب الوطني أحمد هايل، في توقيت حساس قد يكون له إنعكاساته السلبية على مسيرة الفريق، رغم القناعة المطلقة أن هايل قامة تدريبية على سوية عالية، وأن سلفة البرتغالي وقع في عديد الاخطاء التي ضربت تماسك الفريق وأفقدته حضوره المعتاد.
المهمة الأولى لهايل كانت أمام الرمثا في لقاء مؤجل من الأسبوع الثالث عشر، فكان التعادل الذي افقد الفريق الصدارة وجعل مصيره معلقاً بنتائج الآخرين، قبل أن تمضي الجولة قبل الاخيرة دون أي تعديل يذكر على واقع الصدارة التي بقيت بقبضة الوحدات، بإنتظار آخر محطات الدوري التي إبتسمت في النهاية للحسين بعد تعثر الوحدات أمام الرمثا.
في المحصلة يمكن القول أن الحسين برغم بعض المطبات نال لقب الدوري عن جدارة وإستحقاق، وآمن بحظوظه ودافع عن لقبه حتى آخر رمق ونجح في تحقيق مراده، ليؤكد مجدداً قيمة الجهد والعمل الجبار الذي تقدمه منظومة النادي خلف الكواليس سواء مجلس إدارة أو جهاز فني ولاعبين، والتي كان لها أكبر الأثر في إستقرار كأس الدوري في خزائنه.
نجوم سطعت.. وقدمت الإضافة
القريشي: جهد وافر وعطاء لا ينضب
ربما لم تجمع جماهير الحسين على لاعب كما اجمعت على القريشي، الذي فرض نفسه بقوة ونال ثقة الجميع، فأصبح أحد الركائز الأساسية للفريق التي لا يمكن الأستغناء عنها.
القريشي تميز بمجهوده الوافر الذي مكنه تأدية الواجبات الدفاعية والهجومية التي يتطلبها مركز ه كلاعب ظهير، لكنه فوق ذلك تميز إيضاً بذكاءه الميداني ومقدرته الفائقة على كسب المساحات وزيادة الضغط على المنافس وإجباره على إرتكاب الهفوات.
صيصا: مهاري بطابع جماعي
من النادر في كرة القدم أن تجد لاعب مهاري يكرس قدراته لخدمة اللعب الجماعي، اذ جرت العادة أن يميل مثل هكذا لاعبين للإستعراض، على حساب مصلحة الفريق.
في حالة يوسف أبو جلبوش «صيصا»، أختلفت الصورة تماماً، وبرزت قيمته كلاعب يسخر إمكاناته لخدمةالفريق ويحسن إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، كل ذلك مكنه من أداء مهمته المزدوجة كلاعب مهاري ذو صبغة هجومية على أكمل وجه سواء في صناعة الأهداف أو في إحرازها فنال عن جدارة لقب هداف الفريق برصيد اا هدفاً.
عايد: هدوء وإتزان
عادة ما يطلق على لاعب الإرتكاز الجندي المجهول، ويعود لذلك لطبيعة الواجبات التي يقوم بها فوق أرضية الميدان والتي يغلب عليها الطابع الدفاعي.
رجائي عايد منح هذا المركز قيمة إضافية بفضل نضوجه الكروي وحالة الإتزان والهدوء التي تميز تحركاته، سواء من خلال جهده الوافر بتغطية المساحات وتضييق الخناق على المنافس، أو بمقدرته على نقل الفريق من الحالة الدفاعية للهجومية مستفيداً من دقة تمريراته، وقراراته السليمة في توسيع رقعة اللعب.
فرحة مشروعة
قدر لمدينة إربد ولجماهير الحسين على وجه التحديد، أن تعيش ليلة تاريخية أخرى بعد تلك التي عاشتها في الموسم الماضي، الذي كان شاهداً على إحراز النادي الشمالي للقبه الأول في بطولة الدوري.
مشاهد الفرح عبرت عنها الجماهير بعفوية عكست عشقها الصادق للكيان وفخرها بالإنجاز الذي تحقق، وفور إنتهاء اللقاء جابت مواكب الفرح شوارع وأحياء المدينة، قبل أن يحتشد الجميع في ساحات مدينة الحسن، التي كانت شاهدة على الفرحة الكبرى.
هتافات الجماهير التواقة لمعانقة اللقب الذي جاء بعد مخاض عسير سمع صداها في كافة أرجاء المدينة التي سهرت حتى ساعات الفجر الأولى في ليلة ستبقى عالقة في ذاكرة كل مشجع حسيني.