الفايز: التعاون بين دول الجنوب خيار استراتيجي لتحقيق التنمية والاستقرار
تاريخ النشر :
الاثنين
02:00 2025-4-28
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
الرباط - الرأي
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ان التحديات التي تواجه دول جنوب – جنوب ، تجعل من ضرورة تعاونها المشترك ، امرا استراتيجيا وخيارا اساسيا ، لتحقيق التنمية المستدامة وتمكينها من الاستقرار . واكد الفايز اهمية تعزيز التنسيق وتفعيل التعاون ، بين مختلف المؤسسات البرلمانية لدول حنوب – جنوب ، وعلى مختلف المستويات الثنائية والإقليمية ، وبالتشاركية مع الحكومات ومختلف مؤسسات المجتمع المدني فيها ، بهدف الوصول الى قواسم مشتركه ، تمكنها من مواجهة تحدياتها ، وإيجاد الحلول للقضايا المتعلقة ،بالتنمية والتصحر والتغير المناخي، والاستغلال الأمثل لثرواتها . جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر البرلماني الثالث ، للتعاون بين دول "جنوب – جنوب" ، والذي بدأت اعماله اليوم في العاصمة المغربية الرباط، برعاية جلالة الملك محمد السادس ، وبدعوة من مجلس المستشارين في المملكة المغربية ، تحت عنوان ( الحوارات البين إقليمية والقارية بدول جنوب – جنوب ، تشكل رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة بينها ، وتعزز التعاون المشترك والاستقرار والتنمية فيها ) ، بمشاركة عدد من رؤساء وممثلي البرلمانات ومجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة ورؤساء الاتحادات البرلمانية ، في افريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكيا اللاتينية والكراييب .
وقال في كلمته امام المؤتمرين بحضور ، السفيرة الأردنية لدى المغرب جمانه غنيمات ، انه لم يعد خافيا على احد ، اننا نعيش في عالم متسارع التغيرات ، حيث تتشابك فيه الأزمات ، وتتعدد التهديدات والتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية فيه ، والتي أصبحت اليوم تمس صميم واقع دول الجنوب – الجنوب ، وتقف حاجز امام سعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة ، وتهدد امننا واستقرارنا. وأضاف " ان الصراعات الإقليمية والدولية ، وغياب الاستقرار السياسي في العديد من دول الجنوب – جنوب ، جعل من الصعب وضع خطط تتجاوز بها ، قضايا الفقر والبطالة وتداعيات تأثير المناخ ، وردم الفجوة الاقتصادية والرقمية بين دول الشمال والجنوب " ، مبينا ان المؤتمر يشكل فرصة حقيقية للتعاون المشترك ، وتعزيز التضامن بين دول الجنوب – جنوب ، التي عانت تاريخيا من التفاوت الاقتصادي والتكنولوجي ، بين دول الشمال والجنوب ، وذلك اذا ما احسن استغلال الإمكانيات التي تتمتع بها . وقال الفايز ان دول الجنوب عموما غنية بثرواتها ، الاقتصادية والبشرية ومصادر الطاقة المتنوعة ، لكنها للأسف ما زالت لم تستغل بالشكل الأمثل ، وما زالت محط اطماع القوى المهيمنة عالميا ، والتي لا تزال تكرر ممارسات التحكم والاستغلال ، لابقاء دول " الجنوب – جنوب " ، غارقة في الصراعات والأزمات السياسية والفقر والجهل . واكد ان دول جنوب – جنوب ، يمكنها مواجهة تحدياتها المشتركة ، اذا سعت من اجل تعزيز تعاونها بمختلف القطاعات وقضايا التنمية المستدامة ، كما يمكنها تحقيق الامن والاستقرار لها ، وتجاوز خلافاتها السياسية ، اذا ما امتلكت الرغبة الحقيقة وقرارها السياسي والاقتصادي ، وذلك من خلال تبادل المعرفة والتكنولوجيا، والمهارات والخبرات والموارد الاقتصادية والبشرية ، لمواجهة التحديات واستغلال الميزات النسبية التي تتمتع بها كل دولة ، لاحداث التكامل المنشود بمختلف القطاعات .
وقال رئيس مجلس الاعيان انه ولكي تطبق قرارات المؤتمر وتوصياته وتنعكس إيجابيا على ارض الواقع ، فلا يجوز ان تبقى حبيسة الادراج ، في ظل التحولات الجيوسياسية السريعة التي يشهدها العالم ، والكل فيه يبحث من مصالحه ، ودعا المؤتمر الى تشكيل لجنة مهمتها متابعة تنفيذ ما نتخذه من قرارات ، والعمل على وضع اليات تنفيذية للقرارات المتخذة على ان تكون مرتبطة بمدد زمنية لتنفيذها . وطالب بضرورة ان يكون البرلمانيين ، بمستوى طموحات وتطلعات الشعوب ، بالعمل من اجل مزيد من التعاون المشترك ، بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية.
وفيما يتعلق بالعدوان الاسرئيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة ، قال الفايز انني اذكر المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ، التي تدافع عن حرية الشعوب وحقها في الحياة والكرامة ، اذكرها بانه حتى يومنا هذا وجراء المجازر الوحشية ، وجرائم الحرب والابادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي ، التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي ، بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزه وحده ، فقد تجاوز عدد الشهداء الذين قضوا جراء هذا العدوان البشع 50 ألف شهيد ، واصيب اكثر من 100 الف اغلبهم من النساء والاطفال .
وقال اننا في دول الجنوب – جنوب ، وانطلاقا من سعينا لتحقيق الامن والاستقرار لمجتمعنا الانساني ، ولكافة شعوبنا ودولنا ، فأننا مطالبون اليوم اكثر مما مضي ، بتوحيد مواقفنا الرافضة للعدوان الإسرائيلي ، والدفع باتجاه وقف حرب الإبادة الجماعية ومجاز الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي " . وأضاف " اننا مطالبون ومن خلال جهد جماعي ، بتفعيل تحركاتنا على المستويين الدولي والقاري ، لكشف حقيقة جرائم إسرائيل وعدوانها البشع ، امام الرأي العالم العالمي ، إضافة الى الضغط على المنظمات الحقوقية الدولية ، والأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ، لتحريك دعاوى قانونية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي ، وكافة الدول والجهات التي تدعمها بالسلاح والمال ، لمواصلة عدوانها البشع على الشعب الفلسطيني " . وبين ان السلام الذي ينشده المجتمع الإنساني ما زال مفقودا، وما زال مجتمعاتنا تعاني من الصراعات والحروب ، رغم المواثيق الدولية الصادرة عن الامم المتحدة، وحق الشعوب في الحرية والاستقلال والحياة الآمنة " . واكد الفايز ان مجتمعنا الإنساني ، بحاجة الى صحوة حقيقية للضمير ، صحوة تعيد الامن والاستقرار الى الشعوب المضطهدة والجائعة والفقيرة ، وتنهي سياسة الاستقطاب والهيمنة ، وبحاجة الى قرارات تطبق على ارض الواقع ، تؤكد بان فرض السلام بالقوة والتهجير القسري ، هو جريمة حرب يجب ان يحاسب مرتكبها وفق القانون الدولي الإنساني . وفي ختام كلمته شكر الفايز المملكة المغربية ، على استضافة المؤتمر ، وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال ، وثمن الجهود التي يبذلها رئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في افريقيا والعالم العربي محمد ولد الرشيد ، على جهوده من اجل النهوض بالتعاون المشترك بين دول جنوب – جنوب ،ومن اجل تحقيق اهداف المؤتمر والعمل على انجاحه . ويناقش المؤتمر على مدى يومين ، عدد من القضايا والموضوعات الراهنة لبلدان الجنوب، وما تتطلبه من تنسيق وتشاور وتبادل للخبرات ، اضافة الى بحث سبل تعزيز الحوار السياسي وقضايا التنمية المشتركة والسلام والامن في دول الجنوب - جنوب ، وموضوعات تتعلق بارساء أسس متينة تعمل على تحقيق التضامن والتكامل والنهوض بالتعاون الاقتصادي والتجاري بينها دول ، وبما يخدم مصالحها وتطلعات شعوبها