صحة وجمال

حقنة وريدية تعزز شفاء القلب وتقلل خطر قصوره

طور باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وجامعة نورث وسترن علاجاً وريدياً مبتكراً يُعطى في وقت قصير بعد الإصابة بنوبة قلبية، ويهدف إلى تعزيز عملية الشفاء وتقليل خطر الإصابة بقصور القلب.

وفي الاختبارات المُبكرة على الحيوانات، أظهر العلاج القابل للحقن نتائج قوية في تحسين وظائف القلب وتعزيز إصلاح الأنسجة، حتى بعد أسابيع من النوبة الأولى، وفق 'إنترستينغ إنجينيرينغ'.

ويعمل العلاج من خلال استهداف عملية جزيئية رئيسية تُفاقم الالتهاب الذي يلي النوبة القلبية.

وفي ظل ظروف الإجهاد الطبيعية، يُنشّط الجسم بروتيناً وقائياً يُسمى 'Nrf2'، والذي يُساعد الخلايا على مقاومة التلف الناتج عن الالتهاب، ويرتبط بروتين ثانٍ، وهو KEAP1، بـ 'Nrf2' ويُفككه، مما يُضعف هذا التأثير الوقائي.

ويستخدم العلاج بالحقن بوليمر شبيهاً بالبروتين، أو PLP، يُحاكي Nrf2. وبمجرد دخوله مجرى الدم، يبحث البوليمر عن KEAP1 ويرتبط به، مما يمنعه من تحلل Nrf2. وهذا يحمي عضلة القلب ويساعد الأنسجة على التعافي بشكل أكثر فعالية.

وعلى الرغم من أن هذا النهج العلاجي طُوّر لمعالجة تلف القلب، إلا أنه يمكن أن يمتد ليشمل أمراضاً رئيسية أخرى، ويرى ناثان جيانيسكي، المؤلف المشارك، وأستاذ الكيمياء في جامعة نورث وسترن، تطبيقات محتملة في حالات تتراوح من الضمور البقعي إلى أمراض الكلى.

وقال جيانيسكي: 'تتمتع هذه المنصة العلاجية بإمكانيات هائلة لعلاج العديد من الأمراض، بما في ذلك جميع أنواع الأمراض من الضمور البقعي إلى التصلب اللويحي وأمراض الكلى'.

ويُقدم هذا العلاج أيضاً استراتيجية جديدة للتغلب على إحدى أصعب العقبات في تطوير الأدوية: تعطيل تفاعلات البروتينات المرتبطة بالأمراض داخل الخلايا.

وقال جيانيسكي: 'البروتينات هي الآلات الجزيئية التي تُحرك جميع الوظائف الخلوية الأساسية، والتفاعلات البروتينية-البروتينية غير المنظمة داخل الخلايا هي سبب العديد من الأمراض البشرية، والوسائل العلاجية الحالية إما غير قادرة على اختراق الخلايا أو غير قادرة على التعامل بفعالية مع هذه المجالات المستهدفة الكبيرة للمرض. نحن ننظر إلى هذه التحديات من منظور جديد'.

ولا تزال النوبات القلبية تُشكّل مصدر قلق صحي كبير في الولايات المتحدة، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يُصاب حوالي 805,000 أمريكي بنوبة قلبية سنوياً، وتُعدّ أمراض القلب، بما في ذلك النوبات القلبية، السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، حيث تُمثّل حوالي حالة وفاة واحدة من كل خمس حالات، و على الرغم من التقدم المُحرز في مجال الرعاية الصحية المُلحّة، يواجه العديد من الناجين من النوبات القلبية خطرًا متزايداً للإصابة بقصور القلب، وهو حالة مزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بفعالية.