تبادلت الهند وباكستان إطلاق النار عند الحدود لليلة الثالثة على التوالي، منذ وقوع الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 مدنيا في الشطر الهندي من كشمير، حسبما أعلن الجيش الهندي الأحد.
وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بشكل كبير، في أعقاب الهجوم الذي نفذه مسلّحون الثلاثاء في باهالغام الواقعة في الشطر الهندي من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، غير أنّ نيودلهي اتهمت إسلام آباد بالوقوف وراءه.
في الأثناء، أعلن الجيش الباكستاني الأحد أنه قتل في ثلاثة أيام "54 جهاديا" حاولوا التسلل عبر حدود افغانستان، موجها أصابع الاتهام الى الهند.
وجاء في بيان له "في وقت تسوق الهند اتهامات لا اساس لها بحق باكستان، من السهولة تحديد الجهة التي يعمل لحسابها هؤلاء الجهاديون".
وأجرى الجيش الهندي تدريبات بحرية الأحد ونشر صورا لسفن حربية تطلق صواريخ، في حين تواصل قوات الأمن البحث عن منفذي الهجوم الذي وقع في باهالغام.
كما ألقى باللوم على إسلام آباد في إطلاق نار "غير مبرّر" من أسلحة خفيفة من مواقع للجيش الباكستاني، استهدف ليل السبت الأحد القوات الهندية في قطاعي توماري غالي ورامبور.
وأضاف "ردّت قواتنا بالأسلحة الخفيفة المناسبة"، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا.
وقال وزير الاعلام الباكستاني عطالله ترار في تصريح لصحافيين إنه "لا يوجد تأكيد رسمي" لوقوع اشتباكات عند الحدود مع الهند.
ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، نشرت الشرطة الهندية رسوما مركّبة لثلاثة مشتبه فيهم، من بينهم مواطنان باكستانيان، واصفة إياهم بأنّهم أعضاء في جماعة "عسكر طيبة" الجهادية التي تتخذ في باكستان مقرا.
ويُشتبه في أن هذه الجماعة نفذت الهجمات التي أسفرت عن مقتل 166 شخصا في مدينة بومباي الهندية في تشرين الثاني/نوفمبر 2008.
إضافة إلى ذلك، عرضت الشرطة مكافأة مقدارها 2 مليون روبية (أكثر من 20 ألف يورو) في مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على المشتبه فيهم.
وسلمت وزارة الداخلية الهندية التحقيق في الهجوم لوكالة التحقيقات الوطنية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وأفاد بيان للوكالة الأحد بأنه "يجري استجواب شهود العيان بدقة متناهية لربط تسلسل الأحداث التي أدت إلى واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية في كشمير".
من جهته، أكد رئيس وزراء باكستان شهباز شريف السبت أن بلاده "منفتحة على المشاركة في أي تحقيق محايد وشفاف وموثوق" في الهجوم.
- تدريبات بحرية -
أعلنت البحرية الهندية أنها أجرت تدريبات "للتحقق مجددا من جهوز المنصات والأنظمة والطواقم لشن هجوم دقيق بعيد المدى"، بدون توضيح مكان إجراء التدريبات.
ونقلت صحيفة "إنديان إكسبريس"الأحد عن مصدر حكومي رفيع المستوى قوله"سيكون هناك رد عسكري"، والمسؤولون "يناقشون طبيعة الهجوم".
وكرر رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي الأحد تعهده بتحقيق العدالة لضحايا الهجوم.
وقال في خطابه الإذاعي الشهري "يريد الإرهابيون ورعاتهم تدمير كشمير مجددا، ولهذا السبب دبرت هذه المؤامرة الكبرى".
منذ التقسيم في عام 1947 واستقلالهما، تتنازع الهند وباكستان السيادة على كامل إقليم كشمير الذي تقطنه غالبية مسلمة وتم تقسيمه بين البلدين.
ويقاتل متمردون في كشمير منذ العام 1989 لتحقيق استقلال الإقليم أو إلحاقه بباكستان. وتتهم نيودلهي إسلام آباد منذ فترة طويلة بدعمهم. لكن باكستان تنفي ذلك وتقول إنها تكتفي بدعم نضال سكان كشمير من أجل تقرير المصير.
دمّر الجيش الهندي بالمتفجّرات السبت في الشق الخاضع لإدارة الهند من كشمير منزل عائلة أحد المشتبه بتنفيذهم الهجوم.
وقامت السلطات بتدمير منزل فاروق أحمد تدوا في مقاطعة كوبوارا، في إطار سلسلة عمليات هدم استهدفت منازل مسلحين مفترضين.
وأعلن مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس الأحد أنه تم تفجير تسعة منازل تابعة لمسلحين حتى الآن منذ هجوم باهالغام.
وكانت الهند بادرت إلى فرضت عقوبات الأربعاء، عبر إعلان سلسلة إجراءات انتقامية دبلوماسية ضدّ إسلام آباد، شملت تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وخفض أعداد الدبلوماسيين.
في المقابل، أعلنت إسلام آباد عقب اجتماع نادر للجنة الأمن القومي بعد ظهر الخميس، طرد دبلوماسيين وتعليق التأشيرات للهنود، وإغلاق الحدود والمجال الجوي مع الهند ووقف التجارة معها.
وحذّرت باكستان من أنها ستعتبر أي محاولة من جانب الهند لوقف إمدادات المياه من نهر السند "عملا حربيا".
من جانبه، دعا مجلس الأمن الدولي البلدين إلى "ضبط النفس"، وخصوصا أنّهما خاضا ثلاث حروب منذ التقسيم في العام 1947.
وقالت المملكة العربية السعودية إنها تبذل جهودا لاحتواء التوتر بين الدولتين، بينما عرضت إيران التوسّط لحلّ الأزمة.
ابه/شي-ود/ب ق