الحافي: قواسم مشتركة بين المسلمين والمسيحيين
اعتبر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الاب رفعت بدر ان مشاركة جلالة الملك وجلالة الملكة بمراسيم وداع وتشييع جثمان البابا فرنسيس امرا لم يكن مفاجئا، خصوصا وان صداقة كبيرة ربطت بين الزعيمين الكبيرين، مع ما يمثّله قداسة البابا من ثقل روحيّ وإدارة كنسيّة في العالم.
وما يمثله جلالة الملك من إرث سياسي وديني مميّز ومقدّر في العالم أجمع، لافتا الى ان الملك كان من أوّل المعزيّن بوفاة هذا الصديق الجليل، البابا فرنسيس، كما كان لتنكيس الأعلام الأردنيّة تأثير كبير بأنّ الفروقات الدينيّة تقف حينما يكون التوافق على حلّ للمعضلات الإنسانيّة.
واوضح انه ومنذ إنشاء العلاقات الدبلوماسيّة، تقوّت أواصر الصداقة والتعاون بين الكرسي الرسولي والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، استقبل الأردن ثلاثة باباوات، في عام 2000 البابا يوحنا بولس الثاني، وفي عام 2009 البابا بندكتس السادس عشر، وفي عام 2014 البابا فرنسيس، وهو نفسه الذي كان يصف جلالة الملك بالصديق ورجل السلام، لافتا الى ان البابا فرنسيس كان يشيد دائمًا بدور الأردن المحوري في قضايا العدل والسلام، وقضايا المقدسات في القدس، منبها الى إشادة البابا فرنسيس المتكرّرة لاستقبال الأردن للعديد من اللاجئين والمهجريّن، فضلاً عن العديد من المؤتمرات المشتركة التي اشترك بها الأردن والفاتيكان، وبالأخص في قضايا حوار الأديان والعدل والسلام واللاجئين والمهجرين وحقوق الإنسان.
من جانبه، اكد استاذ الاديان في جامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي ان العلاقات الاسلامية المسيحية ليست شيئا جديدا على الاردن فالمسيحية بالنسبة للاردن هي جزء عميق من الهوية الاردنية والتراث الاردني والمواقع المسيحية المقدسة في الاردن اكثر من ان تحصى.
ونبه الحافي الى ان العلاقة التي تربط جلالة الملك والبابا فرنسيس هي علاقة اكثر من اخوية تجسدت فيها العلاقة الاسلامية المسيحية التي يدعو اليها الله تعالى في القرآن «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى»، وكذلك قوله تعالى «ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون»، فجلالته جسد هذا الموقف القرآني الذي يتحدث عن المسيحيين انهم الاقرب مودة الى المسلمين، وهذا الموقف يجسد روح الاسلام وكذلك روح المسيحية.
وبين الحافي ان الاسلام والمسيحية من اكبر الديانات من حيث الاتباع في العالم، وعلى هذا الاساس وجود هذه العلاقة القوية يؤكد امكانية وجود علاقة راقية بين اتباع الديانات هو شيء حقيقي وممكن الحدوث.
ونوه الحافي الى وثيقة كلمة سواء التي صدرت في الاردن عام 2006، والتي تعتبر اول وثيقة اسلامية توضح موقف العلماء المسلمين تجاه المسيحية عموما، وهذه الوثيقة اكدت على وجود قواسم مشتركة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين وعلى رأسها محبة الله ومحبة الانسان، فهاتان الوصيتان تمثلان اهم الوصايا في كل من الاسلام والمسيحية وهذه الوثقية مثلت منعطفاً هاماً جدا وكان للاردن الدور الاكبر فيها، منبها الى تأييد الاردن الكبير لوثيقة الاخوة الاسلامية المسيحية بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر، هذه الوثيقة التي تعد اول وثيقة مشتركة توضح طبيعة العلاقة بين الديانتين في العصر الحالي.