كتاب

ليس حظراً للإسلام في بلد الجيش المصطفوي

يحاول البعض تصوير قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الاردن وكأنه حظر للاسلام، وان الدولة والمجتمع الاردنيين خرجا من عباءة الإسلام، وتدثرا بعباءة العلمانية.

أصحاب هذا القول يخدمون جماعة الاخوان المسلمين من حيث ارادوا الضرر بها، من خلال تقديمها كحامية للاسلام وحافظة للهوية الاسلامية للمجتمع المسلم، وكأن حظرهم حظر للاسلام، مع ان العكس هو الصحيح، فقد استغل الاخوان المسلمون طبيعة التدين عند الغالبية الساحقة من الاردنيين، وإيمانهم بالاسلام الحقيقي الذي يقول (وجعلناكم امة وسطا)، استغل الاخوان هذه الطبيعة المتدينة التي يتصف بها الاردنيون، لتحقيق اهدافهم السياسية، وتأكيد حضورهم السياسي في بلدنا، فقد كانت غالبية الاردنيين تصوت للاخوان لأنهم (يصلون) ولانهم (يخافون الله)، كما كان الاخوان يقدمون انفسهم، وليس على اساس برنامجهم السياسي. وكان الناس في الدائرة الانتخابية التي فيها مرشح متدين غير اخواني وآخر اخواني، يصوتون لمن هو غير اخواني والشواهد على ذلك كثيرة. كذلك كان الاخوان يعتمدون في اختيارهم لمرشحيهم في معظم الحالات على البُعد العشائري لهؤلاء المرشحين، وليس على ثقلهم التنظيمي الإخواني. اكثر من ذلك فان العدد الأكبر ممن تولوا مواقع المراقب العام للجماعة في الاردن كانوا ينتمون إلى عشائر اردنية وازنة.

أكثر من ذلك، وقبل ذلك فان الدولة الاردنية المعاصرة تأسست على مبادئ الثورة العربية الكبرى، التي قامت لحماية الخلافة الإسلامية، وقد اعلن قائدها الشريف حسين بن علي نفسه خليفة للمسلمين، بعد ان اعلن اتاتورك الغاء الخلافة في اسطنبول.

أكثر من ذلك أيضاً، فان الشريف الحسين بن علي ضحى بعرشه على ان يضحي بقبلة المسلمين الاولى ومعراج نبيهم في القدس، التي كانت وصيته ان يدفن في مسجدها الاقثى. الذي استشهد على بوابته نجله، مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية، عبدالله الاول. كما ان اية مراجعة لخطب ومواقف ملوك الاردن الهواشم ستؤكد مدى اعتزازهم بالاسلام ورسوله والانتماء إليهما، وهذا اهم اسباب رعايتهم لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن عندما كانت جماعة اسلامية دعوية تربوية، قبل أن تخرج عن هذا النهج، وتبالغ في هذا الخروج مما ادى إلى حظرها.

أكثر من ذلك وأهم فان الجيش الاردني، يعتز بانه الجيش المصطفوي، الذي تنتشر في سراياه وكتائبه المساجد والمصليات، والمفتون الذين يعلّمون منتسبيه تعاليم الإسلام الحقيقية، وهو الذي يتسابق منتسبوه للاشتراك بمسابقات القرآن الكريم، التي تنظمها دائرة الافتاء في القوات المسلحة، كما يتسابقون لأداء فريضة الحج، ومناسك العمرة، على نفقة جيشهم، قدوتهم في ذلك قائدهم الاعلى. وهذا كله من اسرار اخلاص جيشنا لوطنهم وقيادتهم، مما يبطل دعاوى القائلين ان حظر جماعة الإخوان المسلمين في الاردن، هو حظر للاسلام.. خاب فألهم.