صحافة عربية وعبرية

نتنياهو يحطم قواعد اللعب

(المضمون: محكمة الالاف حولت نتنياهو من سياسي معياري لحاكم مطلق، ملاحق، مرير ومتسرع. ليس فقط الخوف من الإدانة – بل وايضا الإهانة لأنهم اجلسوه على مقعد الاتهام، كواحد من الشعب. وبالطبع، العائلة والالهام من ترامب، توقعات البيبيين - المصدر).

'احد لم يقم»، احتج «الجساسون» في أيام أكثر براءة، وعلى الرغم من ذلك، واحد قام. التصريح الذي رفعه أمس رئيس الشباك هو وثيقة لم نشهد لها مثيل في 77 سنة للدولة. فهو صاخب في مضمونه، لكن ما يصخب اكثر هو مجرد حقيقة أن رئيس الشباك يفصل لائحة اتهامه تجاه رئيس الوزراء في تصريح مشفوع بالقسم الى المحكمة. رفع التصريح يقرر مراتبية. على الرأس يقف قضاة المحكمة العليا: هم مطالبون بان يقرروا من يصدقوا، من يتقدم لهم بتصريح مشفوع بالقسم معزز بمعلومات سرية ووثائق أم من يختبيء خلف شتائم مروجي الدعاية.

حملة نتنياهو المضادة تقوم على أساس انه في 7 أكتوبر ايقظوه قبل دقائق معدودة من بدء الهجوم. ولو كان بار ايقظه في الوقت المناسب، لكان الهجوم منع. لنفترض أنهم كانوا ايقظوا نتنياهو في الثالثة صباحا، مع التقديرات المغلوطة للاستخبارات والعمى بالقوات في الميدان. كان سيتفوه بالشكر، فهمت، لنتحدث في الصباح، يأخذ قرص بوندرومين ويعود للنوم. عليه أن يشكر بار في أنه لم يوقظه وسمح له الا يأخذ المسؤولية عن الإخفاق.

أمس عقد في جامعة رايخمن حوار شارك فيه أربعة مستشارين قانونيين سابقين للحكومة: الياكيم روبنشتاين، ميني مازوز، يهودا فينشتاين وافيحاي مندلبليت. وبدأت مديرة الندوة تمار الموغ بسؤال عن تصريح رئيس الشباك. «رحمتك يا رب»، قال روبنشتاين؛ «تقشعر له الابدان»، قال مازوز؛ «صادم»، قال فينشتاين؛ «انتهت الطقوس»، قال مندلبليت. قصتان يرويهما بار في تصريحه صدماهم على نحو خاص: «طلب نتنياهو استخدام الشباك لملاحقة نشطاء الاحتجاج والطلب الاخر، لاطاعة تعليماته وليس قرارات محكمة العدل العليا.

لعلني افاجيء القاريء اذا ما قلت له ان نتنياهو ليس رئيس الوزراء الأول الذي يقول اقوال خطيرة جديرة بكل شجب، في لقاءات مغلقة. فحتى رئيس الوزراء يحتاج أحيانا لان ينفس، ورئيس الشباك ورئيس الموساد، رئيسا الجهازين السريين التابعين له، هما محيط مريح للتنفيس فيه. مناحم بيغن قال ذات مرة ان اللقاءات الاحب عليه كرئيس وزراء هي مع رئيسي الجهازين في عهده، «ح» (حوفي) و «أ» (أحيطوف).

لقد طرح نتنياهو اقتراحات فضائحية؛ رونين بار قال لا كما هو مطلوب من وظيفته، وشرح لماذا. هذا محرج، هذا مقلق، هذا ليس بالضرورة جنائيا.

لكن نتنياهو، بخلاف اسلافه، بخلاف طريقة عمله في ولايات سابقة، اختار الإقالة. رئيس الشباك يقال ليس لانه اخفق في 7 أكتوبر بل لانه تصرف بشكل صحيح قبل وبعد الإخفاق. فليعلم كل موظف عبري، كل مسؤول كبير في خدمة الدولة: اذا ما أبديت ولاء للقانون وللدولة وليس للوزير المسؤول عنك فستجد نفسك في الخارج. فالطاعة قبل كل شيء.

بار استلقى على الجدار من أجل خدمة الدولة كلها – ما تبقى منها، من اجل رئيس الأركان أيضا، ومن اجل رئيس الموساد أيضا، ولاحقا أيضا من أجل المحكمة العليا. نتنياهو يقترح على مؤسسات الدولة ومن يقف على رأسها نموذج ترامبي. رئيس الوزراء كحاكم لا جدال فيه. رئيس الوزراء كالرب المنتقم؛ رئيس الوزراء كرأس الهرم. فهل هذا النموذج مناسب لظروف البلاد؟ آمل أن لا.

محكمة الالاف حولت نتنياهو من سياسي معياري لحاكم مطلق، ملاحق، مرير ومتسرع. ليس فقط الخوف من الإدانة – بل وايضا الإهانة لانهم اجلسوه على مقعد الاتهام، كواحد من الشعب. وبالطبع، العائلة والالهام من ترامب، توقعات البيبيين.

لا يوجد ما يدعو الى ان نحسد قضاة العليا. من سمو كراسيهم يسعون لان يفرضوا النظام في عالم من الفوضى: هذه مهمة حياتهم. وها هو قيض لهم أن يتصدوا للفوضى: رئيس الوزراء يحطم قواعد اللعب ورئيس شباك عديم الخوف يخرج عليه في حرب. القضاة مثلهم كمثل معلم بديل في صف منفلت على نحو خاص في الثانوية: فلنرى كيف سيتصدون للمعضلة.

(يديعوت احرونوت)