(المضمون: بخلاف أقوال الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فان مسألة تفكيك حماس لا توجد على الاطلاق على جدول الاعمال، للاعتبار البسيط في أن هذا ليس هدفا واقعيا - المصدر).
القتال في غزة هو تحد مركب للجيش الإسرائيلي. فهذه ليست نزهة في حديقة. هدف الحملة أولا وقبل كل شيء هو ممارسة ضغط شديد على حماس كي تعيد الـ 59 مخطوفا. بخلاف أقوال الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فان مسألة تفكيك حماس لا توجد على الاطلاق على جدول الاعمال، للاعتبار البسيط في أن هذا ليس هدفا واقعيا.
في غزة يوجد اليوم عشرات الاف مقاطع الانفاق، في شمال القطاع، أينما يلقى حجر – تفتح عين نفق. حماس بخلاف التقديرات الأولية، لا تزال تحوز قوة قتالية تضم عددا ليس صغير من المقاتلين. بعضهم منظمون في سرايا وكتائب.
في المناورة السابقة في رفح نجحت المنظمة في أن تهرب مئات، وربما حتى اكثر من المقاتلين الى منطقة المواصي. حقيقة أن القتال في هذه اللحظة يوجد بقوة محدودة هي موضوع مركب جدا بالنسبة للجيش الإسرائيلي – جيش كبير، منظم ومطالب بان يتصدى لمنظمة مقاومة تعمل وفقا لعقيدة حرب العصابات. الى هذا ينبغي أن تضاف حقيقة أن الجيش لا يمكنه أن يعمل في كل مكان، خوفا من أن يمس بمفقودين، الامر المعروف جديا لمنظمة حماس التي تستغل هذا حتى النهاية.
وبالتالي ماذا تفعل؟ تخرج من الانفاق، تطلق النار وتهرب. تقريبا في كل يوم، بضع مرات في اليوم وهكذا دواليك. مقاتلونا متحفزون، يقظون وحادون لكن يطرح السؤال كم من الوقت يمكن ابقاؤهم على هذا النحو؟
مجالات واسعة في غزة مفخخة. ما يستوجب من الجيش الإسرائيلي أن يدمر مئات وربما الاف المباني. رفح أصبحت مدينة مسواة مع الأرض. لا توجد الا انقاض مبانٍ، شوارع تحولت الى جزر خرائب. سيحتاج الامر الى عشرات السنين لاعمار الاحياء في المدينة، اذا كان هذا ممكنا أصلا.
بالتوازي يعمل الجيش الإسرائيلي على تطهير تحت الأرض، لكن هذا مثل تفريغ البحر بملعقة. الجيش الإسرائيلي ملزم بان يفكر من خارج الصندوق بالنسبة للانفاق؛ ان يفكر كيف يمكن تدمير مجالات كاملة من الانفاق بوتيرة سريعة، بالحد الأدنى من الاستثمار، والاهم – دون تعريض المفقودين للخطر.
اذا لم يتحقق في الأيام القريبة القادمة اختراق في المفاوضات لتحرير المفقودين، سيكون المستوى السياسي مطالبا بان يوجه تعليماته للجيش الإسرائيلي أن يشدد الضغط وهنا يوجد امامه خياران: الأول – القيام بالعمل ذاته، ولكن بقوة نار اعلى، لكن يدور الحديث عن تآكل القوات التي على أي حال توجد تحت عبء جسيم.
الخيار الثاني يتضمن تجنيد واسع لمئات الاف جنود الاحتياط وارسال خمس – ست فرق تناور في آن واحد في غزة.
مهما يكن من أمر، في هذه الاثناء الفرق في غزة تخلق ضغطا جسديا معتدلا على حماس في رفح وفي شمال القطاع. وهي تأخذ أراض بالتوازي مع محاولة نزع قدرات تكتيكية من حماس.
(معاريف)