شهدت الأسواق المحلية اليوم الأربعاء ارتفاعاً حاداً في أسعار القهوة، وخاصة البرازيلية منها، حيث أفاد مستهلكون بقيام محال تجزئة برفع الأسعار بما يزيد على دينارين للكيلوغرام الواحد، ما أثار حالة من الاستغراب والاستياء بين المواطنين.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إعلاناً من إحدى الشركات المعروفة ببيع القهوة التركية، أعلنت فيه عن رفع سعر الكيلوغرام للمستهلك إلى 14.800 دينار أردني بدلاً من 12.600 دينار، شاملاً ضريبة المبيعات، اعتباراً من الأربعاء 9 نيسان 2025. وأرجعت الشركة الزيادة إلى الارتفاع الحاد في أسعار البن الخام عالمياً، والذي تسبب في زيادة كلفة الإنتاج بنسبة 80% خلال العام الماضي، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 58% منذ بداية العام الحالي.
من جهته، أوضح ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، المهندس جمال عمرو، أن أسباب ارتفاع أسعار القهوة ليست طارئة، بل تعود إلى موجة تصاعد تدريجية بدأت قبل نحو أربع سنوات، نتيجة ظروف مناخية قاسية أثّرت على إنتاج البن في الدول الرئيسية المنتجة، مثل البرازيل وفيتنام والهند. وأضاف أن صنف "الروبوستا"، وهو الأقل سعراً مقارنة بـ"الأرابيكا" البرازيلية، ارتفع من نحو 1500 دولار للطن في عام 2021 إلى أكثر من 6000 دولار حالياً، وهو ما يعكس حجم الأزمة في سوق البن العالمية.
وأشار عمرو إلى أن النقص في الإنتاج يُقابَله ارتفاع في الطلب العالمي، خاصة مع دخول الصين كمستهلك رئيسي جديد للقهوة، في تحول لافت عن استهلاك الشاي الذي كان سائداً فيها. وتوقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال عامي 2025 و2026، مؤكداً أن السوق لن يشهد انفراجاً قريباً.
وفي ظل هذا الواقع، دعا عمرو إلى ترشيد استهلاك القهوة، والنظر في بدائل أقل كلفة، مؤكداً أن تنوع الأصناف والمنشأ وأساليب المعالجة يجعل من القهوة سلعة معقدة لا يمكن ضبط أسعارها بسهولة.