يَحلُمُ أن يعيشَ في مدينةٍ فاضلةٍ،
يحلُمُ أن يرى الأُناسَ في الصباحْ،
ضاحكةً وجوهُهم،
راضيةً نفوسُهم،
يحلُمُ أن يستافَ في الرياحْ،
روائحَ الغصنِ النديِّ عندما يجرحُهُ التفاحْ،
***
يحلُمُ أن تنتهيَ الحروبْ،
يحلُمُ أن يعانقَ الإنسانْ،
أخاهُ مهما شطّت الدروبْ
***
يحلُمُ أن يسيرَ قربَ النهرِ في الغروبْ،
فيُبصرَ الأسماكَ من صفائِهِ،
ويبصرَ الشمسَ التي من خجلٍ تذوبْ،
مُحْمَرّةً في مائِهِ
***
يحلُمُ أن يرى العراقْ،
غيرَ الذي يراهْ،
يحلُمُ بالأمطارِ لا الدماءِ من سَماهْ
***
يحلُمُ بالوُديانِ ذاتِ الخضرةِ المنبسطةْ،
وأن يظلَّ راكضاً بلا نهايةْ،
كأنّهُ قلادةٌ منفرطةْ
***
يحلُمُ أن يعيشَ في مكتبةٍ،
يغفو وفي يديهِ يُنسى الكتابْ،
توقظُهُ الشمسُ التي تُقبّلُ الأهدابْ
***
يحلُمُ أن يظلَّ حالما،
كي لا يرى الأوجاعَ والهزائما،
تَترى عليهِ مثلَ ذئبٍ جائعٍ
***
يحلمُ أن تنكتبَ القصيدةْ،
من ذاتِها بلا رهائنْ؛
دموعِهِ والقلبِ وانفعالِهِ
***
يحلمُ بالقليلِ من قُماشةِ النسيانْ،
يَرتُقُ فيها ما رأى،
منَ الحروبِ والإنسانْ.