يَصطادُهُ البَحرُ
والدّنيا تُجدِّفُهُ
وكُلّما لَمَحَتهُ الرّيحُ
تقطِفُهُ
قد كانَ مِن قَبلِ هذا الصَّمت
أُغنيةً
لا ناي إلاّ وللعُشّاقِ
يَعزِفُهُ
ما ثَمَّ دَربٌ
يرى في بابِهِ
وطَناً
ولا جِهاتٌ
إذا نادى ستَعرِفُهُ
تَمشي بِهِ الخطواتُ المُرهَقاتُ إلى
ما ليسَ بعد فواتِ الدّربِ
يُسعِفُهُ
يداهُ مَطويّتانِ الآنَ
بينَهُما
سِرٌّ تَحارُ المَواني
كيف تكشِفُهُ
أشادَ مِن لهفةِ النّيرانِ
قارِبَهُ
فالبَردُ أثقلُ ممّا ظنَّ مِعطفُهُ
ستَسقُطُ الّلغةُ الخضراءُ
مِن يَدِهِ
وسوفَ تغرَقُ في النّسيانِ
أحرُفُهُ
وكُلّما
هَمَّت الأسماءُ تكتُبُهُ
يأتي خريفٌ غريبُ الوَجهِ
يَحذِفُهُ
وكانَ أن فتَحَ الأحلامَ
نافِذةً
تُطِلُّ
لكن على دُنيا تُعَنِّفُهُ
فيما
وخلفَ الذي أخفَته دمعَتُهُ
وَجْهٌ إذا سالَت النَّجماتُ
تذرِفُهُ
ينسابُ بين جِراحاتٍ مُعتَّقَةٍ
حتى تكادُ سطورُ الشّوقِ
تَنزِفُهُ
مُبَلّلٌ بِعُيونٍ أهدَرَتْ دَمَهُ
فَطافَ يبحثُ عن غَيمٍ
يُجَفّفُهُ
وكانَ أوّلَ أسراها
قصائدُهُ
وكــــانَ آخِرَ قتلاها
تصوّفُهُ
تَلبَّستهُ
وطفلُ الجِنِّ يَصحَبُها
فمَن سِواها
وقد أعياهُ
يَصرِفُهُ.