لقاء مع ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في وادي السير: تجربة فريدة وحوار ملهم
12:45 25-3-2025
آخر تعديل :
الثلاثاء
<p>لطالما كنت شغوفًا بمناقشة القضايا التي تهم الشباب وتؤثر على مستقبلهم، سواء في سوق العمل أو في الحياة العامة. وعندما تلقيت دعوة لحضور لقاء مع سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في وادي السير، شعرت بأنها فرصة نادرة للتفاعل المباشر مع قائد شاب يمتلك رؤيةً واضحةً وطموحةً لمستقبل الأردن. مع وصول سمو ولي العهد، اتضح مدى اهتمامه بالتواصل الفعلي مع الحضور. لم يكن اللقاء مناسبةً بروتوكوليةً فحسب، بل تحول إلى حوارٍ وديٍّ مباشرٍ، يعكس حرص سموه على الاستماع إلى مختلف الآراء. وما إن بدأ الحديث حتى أدركت أن?ي أمام شخصية قيادية تمتلك رؤيةً ثاقبةً، لكنها في الوقت ذاته منفتحةٌ على الأفكار الجديدة.</p><p>التعليم والتدريب المهني: رؤية متجددة لمستقبل الشباب</p><p>أدرك جيدًا أن التعليم هو حجر الأساس في بناء المجتمعات. وعندما تطرق سمو ولي العهد إلى أهمية تطوير برامج التدريب المهني وربطها باحتياجات سوق العمل، تأكدت من عمق فهمه لتحديات الشباب. فقد أكد سموه على ضرورة إعادة هيكلة بعض المناهج الدراسية لتواكب متطلبات العصر، وهو ما أراه خطوةً حيويةً لمواكبة التحولات الاقتصادية العالمية. هذا الطرح دفعني إلى التفكير في الدور الذي ينبغي للجامعات أن تلعبه لدعم هذا التوجه، من خلال تعزيز البيئات التعليمية التفاعلية والتطبيقية.</p><p>في هذا السياق، أكد سمو الأمير الحسين في حديثه عن برامج التدريب المهني، أهمية توسيع دائرة هذه البرامج لتشمل مختلف التخصصات التي يحتاجها سوق العمل بشكل ملح. كما أشار إلى ضرورة زيادة عدد المراكز التدريبية لتمكين الشباب من اكتساب المهارات التي تواكب احتياجات السوق المحلية والعالمية، مما يساهم بشكل مباشر في تحسين فرص التوظيف ويقلل من الفجوة بين التعليم وسوق العمل.</p><p>التكنولوجيا والابتكار: أدوات التغيير الجوهري</p><p>لا ريب أن التكنولوجيا أصبحت ركيزةً أساسيةً في مختلف القطاعات، وهو ما أشار إليه سمو ولي العهد عند حديثه عن أهمية الاستثمار في الابتكار والتحول الرقمي. وقد لفت انتباهي إدراكه العميق لأهمية دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في الاقتصاد الوطني، وإعداد الشباب ليكونوا فاعلين في هذه الثورة التقنية. شعرت بمسؤولية مضاعفة تجاه تعزيز البحث العلمي والابتكار في مؤسساتنا التعليمية، حتى نتمكن من إكساب الطلاب المهارات التي تمكنهم من المنافسة عالميًا.</p><p>وقد أكد سموه أن المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل سيعمل على تنفيذ مشاريع تتماشى مع التطورات الحديثة في التكنولوجيا، مما يعكس التزام الأردن بتعزيز قدرة شبابه على المساهمة في الثورة الرقمية، وبناء اقتصاد مستدام يعتمد على الابتكار والبحث العلمي.</p><p>القطاع السياحي: ثروة وطنية تحتاج إلى استثمار</p><p>لطالما آمنت بأن السياحة يمكن أن تكون محركًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني. وعندما استعرض سموه أهمية تطوير القطاع السياحي ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة به، تبين لي أن رؤيته شاملةٌ وتستند إلى فهمٍ دقيقٍ لإمكانات الأردن السياحية. هنا يتوجب على الجامعات والمعاهد أن تساهم في إعداد كوادر متخصصة في مجال إدارة السياحة والضيافة، لضمان تقديم تجربة سياحية متميزة تعكس تاريخنا العريق وتراثنا الثري.</p><p>الموقف السياسي: ثوابت الأردن الراسخة</p><p>كان للجانب السياسي من اللقاء أثرٌ خاصٌ في نفسي. فتحدث سمو ولي العهد عن ثوابت الأردن تجاه القضايا الإقليمية، خاصةً القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة. جاء حديثه واضحًا وحازمًا، مما يعكس التزام الأردن الثابت بدوره الإنساني والدبلوماسي. وهذا ما عزز لدي الشعور بالفخر بالانتماء إلى وطنٍ يحمل مثل هذه المبادئ السامية.</p><p>لقد شدد سموه على أهمية استمرار الجهود الدبلوماسية والإنسانية للأردن في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا أن وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة يبقى على رأس الأولويات الأردنية، وهو موقف يعكس الالتزام القوي بثوابتنا الوطنية وحقوق الإنسان.</p><p>تفاعل الحضور ودور الأكاديميين في صناعة التغيير</p><p>تميز اللقاء بالتفاعل الصادق بين سمو ولي العهد والحضور، حيث تجاوز حدود الحديث الأحادي إلى حوارٍ ثريٍّ استمع خلاله سموه باهتمامٍ إلى مداخلاتنا. وقد أيقنتُ أن للأكاديميين دورًا محوريًا في تعزيز مثل هذه الحوارات، من خلال تحفيز الطلاب على التفكير الإبداعي والمشاركة في صياغة مستقبل الوطن. كما أكد سمو ولي العهد في حديثه أهمية إشراك الشباب في عملية بناء المستقبل من خلال تعليمهم وتوجيههم نحو المهارات اللازمة لتحقيق تطلعاتهم وطموح</p><p>إلهامٌ يحفز العمل</p><p>غادرت اللقاء وأنا أحمل بين جنباتي شعورًا بالحماسة والمسؤولية. لم تكن هذه مجرد مناسبةٍ عابرةٍ، بل كانت تجربةً ملهمةً أكدت لي أن المستقبل مشروعٌ مشتركٌ نبنيه جميعًا. ينبغي لنا أن نكون شركاء في هذا التغيير، وأن نساهم في إعداد جيلٍ واعٍ قادرٍ على مواجهة التحديات بثقةٍ وإبداعٍ. لقد كان لقاء سمو ولي العهد محطةً مليئةً بالأمل والطموح، تذكيرًا بمستقبلٍ أكثر إشراقًا للأردن وشبابه.</p>