يشهد مقام وضريح النَّبي شعيب أحد المواقع الأثرية والمقامات الدينية إقبالاً واسعاً، حيث يتوافد عليه آلاف الزوار من مختلف الدول.
وقال مدير اوقاف محافظة البلقاء الدكتور أحمد الخرابشة، إن النَّبي شعيب أحد الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم، يعتقد بأنه دُفن في مقام وضريح شعيب، ما جعل المنطقة تشكّل نقطة جذب سياحي، ويتوافد عليه آلاف الزوار سنويًا بينهم أعداد كبيرة من دول شرق أسيا مثل باكستان وماليزيا وأندونيسيا، وخصوصا أيام الجمع التي تمتاز بكثرة الزوار في المنطقة وتزداد في شهر رمضان.
وعرض الخرابشة لـ"الرأي» نبذة تاريخية عن النبي شعيب، حيث ذُكر في القرآن الكريم عدة مرات، وما جاء فيه أن الله تعالى بعث نبيه شعيباً في قوم مدين، واشتهر قوم مدين بأنهم أهل تجارة وزراعة وتمر على واحدة من أهم الطرق التجارية آنذاك، إلا أنهم كانوا يتعاملون في تجارتهم بالغش والمكر والخداع، فإذا اكتالوا على الناس يستوفون ويزيدون عما يستحقون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وينقصون، ولا يعطونهم ما يستحقون، فنهاهم النبي شعيب من مغبة هذه الأفعال الشنيعة والمعاملات السيئة، فلم يأبهوا بما قال، وسلك قوم مدين طريق الغَيِّ وا?ضلال، كما أنهم مع هذه الأعمال المشينة، يشركون بالله تعالى، ويتوعدون شعيباً والذين آمنوا معه بالعذاب والطرد من الديار، ثم جرت سنة الله في القوم الظالمين بالهلاك، بعد تماديهم في الباطل، وسيرهم في طريق الغي والضلال.
كما ذكر القرآن أن الله بعث شعيباً إلى أصحاب الأيكة، فراح القوم يعبدون الأيكة (وهي الغيضة الملتفة الأشجار) من دون الله تعالى، إضافة إلى تطفيفهم في الكيل والميزان، فذكرهم شعيب بعاقبة هذا الأمر فردوا عليه بالتكذيب لنبوته فطالهم من الله عذاب عظيم، والنبي شعيباً يعد واحداً من الأنبياء العرب المذكورين بالإسم في القرآن، مع الأنبياء العرب الآخرين صالح، وهود، وإسماعيل ومحمد، ويقال أنه كان معروفاً من قبل المسلمين الأوائل بأنه «الواعظ البليغ بين الأنبياء»، لأنه كان قد مُنح موهبة وبلاغة في لغته.
وحول إنشاء المسجد وتأهيل المقام الذي نفذ مؤخراً، بين أن المسجد تم افتتاحه تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني في شهر رمضان من عام 2003، ويشتمل على مصلى للرجال (والذي يتّسع حوالي 500 مصلٍ) وآخـر للنساء (والذي يتّسع حوالي 200 مصلية)، والمقام، وقاعة متعددة الأغراض، ومكتبة، وسكن للإمام وآخر للمؤذن، والإيوان، بالإضافة إلى الدورات الصحية والمتوضأت للرجال والنساء، وبلغت مجموع مساحاته 2000 م2 وبلغت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع 950 ألف دينار، وكان المبنى القديم يتألف من غرفة المقام يعلوها قُبّة صغيرة وبداخلها مقام النبي شعيب وقد تم من خلال المشروع تطوير الموقع كاملاً وربطه من خلال الشارع الفرعي بالشارع الرئيس المؤدي إلى الأغوار.
وأكد الخرابشة أهمية زيارة المقامات تنشيطا للسياحة الدينية التي هي جزء من منظومة السياحة بشكل عام، داعياً إلى أهمية الالتزام بآداب الزيارة ومراعاة حرمة المكان وقدسيته والتلذذ بروحانياته إضافة إلى المحافظة على مرافقة والالتزام بمتطلبات النظافة بشكل عام، وتولي وزارة الأوقاف أهمية قصوى للمقام حيث أن هناك لجنة ملكية، متخصصة لإعمار تلك المقامات ورعايتها كما يخصص لكل مقام إمام ومشرف وفرق للحراسة والصيانة وأعمال التنظيف.
