التعلم الهجين: بين إدمان الشاشات وفقدان التفاعل الإنساني
12:42 11-2-2025
آخر تعديل :
الثلاثاء
<p>شهدت السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا في أساليب التعليم، حيث دخل التعلم الهجين إلى المشهد التعليمي كحل وسط بين التعليم التقليدي والتعلم الرقمي، حيث يجمع هذا النوع من التعلم بين الحضور الفعلي للطلاب في الصفوف الدراسية واستخدام التقنيات الحديثة مثل منصات التعليم الإلكتروني،ولكن مع هذا التقدم التقني، تظهر تساؤلات عدة حول تأثيرات هذا النمط التعليمي على الطلاب.</p><p>ولعل أحد أكبر التحديات التي يواجهها التعلم الهجين هو إدمان الشاشات، وهو مشكلة تزايدت في السنوات الأخيرة، حيث يعتمد الطلاب على الشاشات لأغراض متنوعة، من متابعة الدروس عبر الإنترنت إلى البحث في المواضيع التعليمية،وهذه الاعتمادية المتزايدة على الأجهزة الإلكترونية تؤدي إلى قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، مما يؤثر على صحتهم البدنية والنفسية، فالأضرار التي يسببها الوقت الطويل أمام الشاشات تتراوح بين مشاكل في العينين، مثل الإرهاق والاحمرار، إلى اضطرابات النوم الناجمة عن التعرض المستمر للضوء الأزرق، كما أن ذلك قد ي?دي إلى قلة النشاط البدني، حيث يصبح الطلاب أكثر ميلًا للبقاء في أماكنهم بدلاً من الانخراط في أنشطة رياضية أو اجتماعية.</p><p>لكن المشكلة لا تقتصر على الجانب الصحي فقط، بل تشمل أيضًا فقدان التفاعل الإنساني، الذي يعد جزءًا أساسيًا من أي عملية تعليمية،وفي البيئة التعليمية التقليدية، يتمتع الطلاب بالتفاعل المباشر مع معلميهم وزملائهم، مما يساهم في بناء علاقات اجتماعية وتطوير مهارات التواصل،وفي المقابل، مع التعليم الهجين، يصبح التواصل الرقمي هو السائد، مما قد يؤثر سلبًا على المهارات الاجتماعية لدى الطلاب،فالعديد منهم قد يفقدون القدرة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل مباشر، ويقتصر تفاعلهم على الكتابة أو المحادثات الصوتية عبر الإنتر?ت.</p><p>لذلك، من المهم أن يتم استخدام التعليم الهجين بشكل متوازن، بحيث يتم تعزيز الفوائد التقنية مع الحفاظ على التفاعل الإنساني،وعلى المعلمين والمؤسسات التعليمية أن يوفروا فرصًا للطلاب للانخراط في الأنشطة الاجتماعية والتفاعلية أثناء التعليم الهجين، حيث ينبغي أيضًا تشجيع الطلاب على تخصيص وقت بعيد عن الشاشات لممارسة الأنشطة البدنية أو التفاعل المباشر مع الآخرين، حتى لا يتحول التعلم إلى مجرد عملية فردية محكومة بالتكنولوجيا.</p><p>في النهاية يمكن القول إن التعلم الهجين يحمل في طياته فوائد كبيرة إذا تم استخدامه بشكل مدروس ومتوازن، كما يجب أن يتم توجيه الطلاب نحو استخدام هذه الأدوات الحديثة بطريقة تدعم نموهم الأكاديمي والاجتماعي، مع الحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية.</p>