كتاب

نحو أردن أفضل

يُعدّ الأردن مهداً للحضارات المتعددة الضاربة جذورها في التاريخ التي تركت آثارها من مسارح ومدارج وكنائس ومساجد وقصور ومبانٍ وثقافات، شاهدة على تعاقب هذه الحضارات وديمومتها.

واليوم، يتم كتابة فصل جديد، يركز على التقدم والابتكار ومستقبل أكثر إشراقًا لجميع الأردنيين. بدءاً من الإنجازات التعليمية والتربويّة ومروراً بالإصلاحات الاقتصادية الطموحة إلى المبادرات المجتمعية الشعبية، وغيرها؛ ما يولّد شعوراً ملموساً بالتفاؤل، مدفوعًا برغبة جماعية في بناء «أردن أفضل».

إن الدافع للتغيير الإيجابي واضح في قطاعات متعددة. لقد أعطت الحكومة الأولوية للتنويع الاقتصادي، والانتقال إلى ما هو أبعد من الصناعات التقليدية والاستثمار بكثافة في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والسياحة المستدامة. وتهدف هذه المبادرات إلى خلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتمكين جيل الشباب الحريص على المساهمة في العملية التنموية.

وبعيداً عن المجال الاقتصادي، تُبذل جهودا لتطوير التعليم والرعاية الصحية. ويتم تنفيذ برامج جديدة لتحسين جودة التدريس، وتعزيز محو الأمية الرقمية، وتوفير الوصول إلى المرافق الطبية الحديثة، وبخاصة في المجتمعات الريفية. ويؤدي العاملون في مجال الصحة المجتمعية دوراً حاسماً في رفع مستوى الوعي بالرعاية الوقائية، ما يساهم بشكل أكبر في وجود سكان أكثر صحة وإنتاجية.

إن روح التعاون هي عنصر أساسي آخر في هذا التحول الوطني. وتعمل منظمات المجتمع المدني بلا كلل على الأرض، وتدافع عن قضايا تتراوح من حماية البيئة إلى تمكين المرأة. وتعمل هذه المجموعات، التي غالباً ما يعمل بها متطوعون مخلصون، كشركاء حيويين في جهود الحكومة لبناء مجتمع أكثر شمولاً ومساواة.

إن التركيز على التنمية المستدامة يشكل أيضاً موضوعاً بارزاً في تقدم الأمة. فالموارد الطبيعية في الأردن ثمينة، والحكومة ملتزمة بالحفاظ عليها للأجيال القادمة. وتؤكد المشاريع التي تركز على الحفاظ على المياه، والطاقة المتجددة، ومكافحة التصحر على هذا الالتزام بالمسؤولية البيئية.

وبالطبع، مازالت التحديات قائمة. فالبطالة، وبخاصة بين الشباب تشكل مصدر قلق. وتتطلب الفوارق الاجتماعية والاقتصادية اهتماماً مستمراً، كما تفرض التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة عقبات فريدة. ومع ذلك، هناك شعور حقيقي بأن الأردن يواجه هذه التحديات بشكل مباشر، مسلحاً بروح المرونة ورؤية واضحة للمستقبل.

إن الرحلة نحو «أردن أفضل» هي بمنزلة «ماراثون» وليس سباقاً قصيراً. وهي تتطلب الجهد الجماعي من جانب جميع الأردنيين، والعمل معاً لبناء مستقبل حيث تكون الفرصة والازدهار والتقدم الاجتماعي في متناول الجميع. والزخم لا يمكن إنكاره، والتفاني لا يتزعزع. ومع استمرار المملكة في التطور، فإن قصتها هي قصة أمل وعزيمة والتزام ثابت ببناء مستقبل يكرم تراثها الغني مع احتضان إمكانيات الغد.