الوهادنة: زيادة دخل القطاع الطبي 20% حال تنفيذ المشروع
أكد مدير الخدمات الطبية الملكية السابق وعضو اللجنة الاستشارية في مجلس السياسات الوطني الدكتور عادل الوهادنة أنه يمكن للأردن أن يصبح رائدا في «الطب العكسي» ويكون نموذجا عالميا في تصدير العلاج.
وبين في تصريح إلى «الرأي» أن «الطب العكسي» ليس مجرد فكرة مبتكرة، بل هو مشروع استراتيجي يحمل إمكانيات هائلة لتحويل التحديات إلى فرص اقتصادية ودبلوماسية، بفضل كفاءات كوادر الأردن الطبية وتجربته العريقة.
وأضاف أنه بإمكان هذا النموذج أن يحقق عوائد اقتصادية تصل إلى نصف مليار دولار سنويا للأردن، إذا طُبق بحرفية وبدعم من شراكات دولية، حيث لن يحسن فقط مكانة الأردن كقوة طبية إقليمية، بل سيعزز دوره كشريك إنساني في تقديم خدمات صحية متميزة.
وعن مفهوم «الطب العكسي»، أوضح الوهادنة أنه عبارة عن إرسال فرق طبية أردنية متخصصة إلى دول ذات احتياج طبي عالي، خاصة المناطق التي تفتقر إلى خدمات علاجية متقدمة، وهذا من شأنه أن يحقق فوائد عدة، كتقديم العلاج في بيئة مألوفة للمرضى مما يقلل التكلفة عليهم ويعزز الثقة، بالإضافة إلى توسعة نطاق تأثير القطاع الطبي الأردني إلى أسواق جديدة.
وفيما يتعلق بالفوائد الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن يحققها «الطب العكسي» للأردن، أشار إلى أنها تتمثل بزيادة دخل القطاع الطبي بنسبة 20% سنويا إذا تم تنفيذ المشروع بنجاح، و تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول المستهدفة عبر تقديم خدمات طبية بجودة عالية، وخلق فرص عمل جديدة للكوادر المساندة مثل التمريض والدعم اللوجستي، وتعزيز صورة الأردن عالميا كدولة رائدة في الابتكار الصحي.
واعتبر الوهادنة أن مشروع «الطب العكسي»، سيسمح بإمكانية معالجة أكثر من 50 ألف مريض سنويا عبر إرسال الفرق الطبية الأردنية، وتحقيق الإيرادات المحتملة التي قد تصل إلى 500 مليون دولار سنويا، من تقديم العلاج في دول مستهدفة مثل اليمن وليبيا والسودان.
ونوه إلى أن عدد المرضى العرب القادمين إلى الأردن انخفض بنسبة 25% خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمات السياسية، والذي كان يستقبل 250 ألف مريض دولي سنويا، مقارنة بـ 600 ألف مريض في تركيا، و1.4 مليون مريض في الهند.
أما بخصوص أبرز التحديات المالية للسياحة العلاجية التقليدية، لفت الوهادنة إلى أن تكلفة العلاج والسفر لأسرة مريض تتجاوز 10,000 دولار أمريكي، بينما تقديم نفس العلاج في بلد المريض يقل التكلفة بنسبة 40%، فمثلا جراحة القلب المفتوح في الأردن تكلف 7 الاف دولار، بينما تكلف 3 الاف دولار في الهند.
ووفق الوهادنة فإن الأزمات السياسية والإقليمية، والنزاعات وعدم الاستقرار السياسي يؤثران على قدرة المرضى على السفر، كذلك التكاليف الباهظة حيث أن تكلفة السفر والعلاج خارج البلاد أصبحت عبئا على العديد من الأسر، ناهيك عن أن دولا مثل الهند وتركيا تقدم خدمات بأسعار تنافسية، مما يضغط على القطاع الأردني.
ونبه إلى أن التكاليف الأولية للنقل والتشغيل فيما يتعلق بالطب العكسي سيكون من أهم التحديات، والتي تقدر بـ 5 ملايين دولار سنويا، لكن يمكن تغطيتها بالشراكة مع المنظمات الدولية، بالإضافة إلى الحماية القانونية للأطباء، إذ أن توقيع اتفاقيات صحية، سيكلف الأردن 50,000 دولار سنويا كتكاليف قانونية وتنظيمية.
وبالنسبة للتجارب الدولية الناجحة في مجال الطب العكسي، بين أن كوبا تحقق دخلا قدره 11 مليار دولار سنويا من إرسال فرقها الطبية إلى أكثر من 67 دولة، في حين أن الهند توفر برامج طبية متنقلة تخدم 25 ألف مريض شهريا في إفريقيا، بتكاليف أقل بنسبة 30% من جلب المرضى إليها، في الوقت الذي يتمتع به الأردن بخبرات واسعة وكوادر طبية ذات كفاءة عالية، تجعله مؤهلا لتطبيق هذا النموذج بامتياز.