منذ إنشاء الحركة الصهيونية قبل ما يزيد عن قرنين كانت أهداف الحركة و اطماعها الاستعمارية والتوسعية معلنة والتي تتمثل بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تمتد حدوده لتضم أجزاء من الدول الواقعة بين النيل والفرات استنادا لتفسيرات توراتيةبعيدا عن الحقائق العلمية والتاريخية...وشبهت مزاعم الحركة الصهيونية إسرائيل بالجمل الذي تتمدد وتتوسع معدته كيفما يشاء ومتى يشاء...معتمداعلى تفوق إسرائيل العسكري والدعم الغربي المتواصل وخاصة من قبل الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا...واستمرار العجز?العربي.
وهنا لا بد من القول ان الاعتماد على نصوص وتفسيرات توراتية من دون دلائل مرفوض من الناحية العلمية لا بل ويسبب إشكالات علمية.... لان ذلك يحتاج إلى البحث عن الحقائق من خلال الأبحاث والدراسات والتنقيبات الأثرية التي تستند الى أسس علمية غير قابلة للشك. ومنذ العام ١٨٦٠م قامت مجموعات من العلماء الغربيين المتصهينين بالعديد من الحفريات والتنقيبات الأثرية في فلسطين وفي منطقتنا وبيدهم الكتاب المقدس لاثبات ان فلسطين هي ملك اجداد الإسرائيليين وانه يجب إقامة الوطن القومي على أرض فلسطين تنفيذا لتلك المزاعم.. الامر الذي لم يتم إثباته حتى يومنا هذا...ولولا الدعم الاستعمار ي المتواصل لما قامت إسرائيل..لكن بعد عام ١٩٤٨ وبعد قيام إسرائيل اخذ الصهاينة يروجون لمثل الخرائط في محاولات إسرائيلية لتطويع الحقائق التاريخية والدلائل الاثرية لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى وتوسعها جغر?فيا على حساب الدول المجاورة باستخدام تفسيرات ايضا تعتمد على نصوص وتفسيرات توراتية لا تستند للحقيقة العلمية او التاريخية او الاثريةالتي تقوم على الشواهد والأدلة وليس على الامنيات الايدولوجية والتفسيرات الدينية.. وما حرب الابادة في قطاع غزة والاعتداءات المتواصلة على الضفة الغربية وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وابتلاع مساحات كبيرة منها على أيدي المستوطنين اليهودالا جزءا من السياسة الإسرائيلية التي تأتي في هذا الإطار....ومن يعود لكتاب نتنياهو الذي يحمل عنوان(مكان تحت الشمس) الذي صدر عام ١٩٩٥م يرى بوضوح اهدا? إسرائيل ومخططاتها الرامية لابتلاع غزة والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين بالقوة من أنحاء فلسطين كافة وبالقوة لتحقيق تلك الأهداف. ادعاءات إسرائيل ومزاعمها التي تترجمها بخرائط على لسان نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته لا تمت للحقيقة بصلة وتمثل انكارا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية وتشجع على العنف والكراهية الامر الذي يتطلب تحركا دوليا تقوده عواصم صنع القرار لوضع حد لمثل هذه الغطرسة الإسرائيلية التي لا تهدد الأمن والسلم في المنطقة فحسب وإنما في العالم اجمع. [email protected]
