المملكة قدمت المساعدات وفتحت أبوابه لاستقبــال اللاجئيــن
نمد يد العون للشعوب الشقيقة في الكوارث الطبيعية والحروب
محدودية الموارد وتراجع المساعدات لم تقف أمام دعمنا للأشقاء
تركنا بصمات إنسانية واضحة على مستوى الإقليم والعالم
تمكنا من كسر الحصار على غزة وإيصال المساعدات لها
رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة الاردنية الهاشمية الا انها عبر التاريخ لم تتوان في الوقوف الى جانب الدول العربية التي تعرضت لحروب او نكسات وقدمت لها مساعدات مادية وفتحت ابوابها لاستقبال اللاجئين في ظل مواردها المحدودة اقتصاديا وتراجع حجم المساعدات الخارجية خلال السنوات الاخيرة.
ويؤكد خبراء اقتصاديون ان الأردن دائما كان حاضرا يأتي في كل الاوقات التي تستدعي العون والمساعدة سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالكوارث الطبيعية او كان لأسباب تتعلق بفيضانات او زلازل او حروب والحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان
ولفتوا الى ان الاردن يعاني من أوضاع اقتصادية ليست سهلة يمر بها وفي ظل تداعيات اقتصادية نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان أثرت على معدل النمو الاقتصادي واثرت بالتالي على توسع الاقتصاد الأردني وكان من نتائجها عجز في الموازنات الاردنية المستمرة الا انه مازال يقوم بدوره الاغاثي والإنساني.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان الأردن دائما كان حاضرا في كل المناسبات التي تستدعي العون والمساعدة سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالكوارث الطبيعية او كان لأسباب تتعلق بفيضانات او زلازل او حروب واخرها كان الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان، مشيرا الى ان المملكة حاليا احد المصادر الهامة لتزويد الناس بظل ظروف الحصار وبالذات في غزة بالمساعدات الغذائية والدوائية بما في ذلك المستشفى الميداني الأردني في غزة وهو إحدى الأدوات الأخرى الاضافية التي يقدم من خلالها الأردن العون والمساعدة في كثير من مناطق العالم ولعل الأردن.
وقال عايش ان الاردن يعتبر من بين الدول القليلة في العالم الذي يبادر فورا لتقديم العون والمساعدة باشكالها المختلفة وحسب المتطلبات لأي احتياجات انسانية في دول العالم وأيضا، لافتاالى ان الأردن يقدم العون والمساعدة ليس في الخارج وإنما في الداخل فهو يحتضن اللاجئين السوريين واللاجئين من دول أخرى كثيره ويقدم لهم أيضا كل اشكال العون والمساعدة وهذا كله يأتي في ظل مايعاني من أوضاع اقتصادية ليست سهلة يمر بها الأردن وفي ظل تداعيات اقتصادية على الإقتصاد الأردني نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان وعلى عدم يقين في الإقليم.
واضاف ان كل ذلك لم يمنع الأردن من أن يكون مبادرا لتقديم العون والمساعدة باعتبار ذلك جزءا من المسؤولية العامة للدولة الاردنية اتجاه الأشقاء او الأصدقاء او الناس في كل أنحاء العالم وبالذات عندما يكون الذي يحتاج هذه المساعدة هم الأشقاء وبالاخص منهم الفلسطينيون وأيضا اللبنانيين في ظروفهم الحالية.
وبين عايش ان الهيئة الخيرية الهاشمية هي الذراع الانساني للأردن في هذا المجال وهي تمتلك الأدوات والخبرة والمعرفة لتقديم أشكال العون المختلفة بحرفية وإمكانيات التي راكمتها خلال السنوات الماضية وهذا يعتبر نوعة من القوة الناعمة.
وقال الخبير الاقتصادي والمالي زياد الرفاتي ان المنطقة في القرن الماضي والعقود الأخيرة عصفت بها كوارث انسانية نتيجة الحروب والازمات والمحن وما نتج عنها من نزوح ولجوء كانت فيها شعوبها بحاجة ماسة لمد يد العون والمساعدة لها والتخفيف من معاناتها.
واشار الى ان مواجهة الأردن لموجات نزوح ولجوء منذ نكبة 1948 وتبعها نكسة 1967 والحرب العراقية الايرانية من عام 1980-1988 والغزو الأميركي للعراق عام 2003 وتدفق اللاجئين العراقيين والحرب السورية عام 2011 وما نتج عنها من اللجوء السوري ويقدر عددهم بنحو 1،4 مليون لاجئ سوري، واخرها الحرب على غزة وامتدادها الى لبنان والتحذيرات من المحاولات الاسرائيلية الحالية الهادفة الى التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وبما يشكل نكبة جديدة وتحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وديموغراقية خطيرة.
ولفت الى ان عدد سكان المملكة ارتفع من 6 ملايين قبل عشرين عاما الى 11،3 مليون نسمة في نهاية 2022 بفعل النزاعات في الاقليم وما نتج عنها من موجات لجوء اذ يشكل غير الأردنيين ثلث المجموع الكلي للسكان.
واضاف انه وكعهد الأردن على مر السنين، فقد تصدى من باب الأخوة والتكافل والتضامن العربي لمواجهة الشدائد في الدول الشقيقة المتضررة أو فتح أبوابه رغم محدودية عدد السكان والتحديات الاقتصادية التي يواجهها وشح الموارد الطبيعية والمالية والمائية والطاقة والضغط على الموازنة العامة و البنى التحتية وسوق العمل وفي ظل ضعف الاستجابة الدولية واغفال قضية اللاجئين وعدم التركيز عليها وتراجع الدعم المقدم من الدول المانحة وعدم وفائها بتعهداتها والتزاماتها التي قدمتها لتمويل اللجوء السوري، و يتحملها الأردن نيابة عن المجتمع الدولي الذي يقع ذلك ضمن مسؤوليته وسط الانشغال بالحروب والتوترات والأزمات الدولية.
ولفت ايضا الى انه وخلال العدوان الاسرائيلي على غزة، فقد جال جلالة الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية بتوجيهات جلالته دول عالمية وعربية والأمم المتحدة في اطار الجهود المبذولة من المملكة لوقف العدوان وافشال مخططات التهجير وايقاف المجازر وضمان ايصال المساعدات الانسانية بشكل عاجل وسريع و فتح المعابر لدخول وزيادة عدد الشاحنات وحجم الامدادات الغذائية والطبية والاغاثية دون عراقيل أو تعطيل أو تأخير أو قيود من الجانب الاسرائيلي لتلبية الاحتياجات الانسانية الهائلة.
وبين ان الأردن حذر مرارا من خطر امتدادها الى حرب اقليمية تشترك فيها أطراف أخرى وهذا ما يحرص على عدم حدوثه مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والاقليم والعالم وضرورة تحرك المجتمع الدولي بعد عجز مجلس الأمن الدولي في التصويت لايقاف العدوان والدعم الأردني الكامل للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه.
واشار الى انه وفي اطار ايصال المساعدات الانسانية الى غزة، فقد قام الأردن بأداء واجبه الانساني تجاه الأهل هناك سواء برا من خلال الشاحنات أو جوا عبر الانزالات الجوية واقامة المستشفيات الميدانية ساهمت في التخفيف من اثار المعاناة، اضافة الى المبادرات الشعبية والشبابية والجمعيات الخيرية التي تعبر عن القيم الانسانية للمجتمع الأردني.
ومنذ بدء العدوان على لبنان، فقد سيرت القوات المسلحة الأردنية بالتعاون مع الهيئة الأردنية الخيرية الهاشمية طائرات تحمل مواد غذائية واغاثية وأدوية ومستلزمات طبية للتخفيف من معاناة المدنيين و النازحين اللبنانيين.
وقال الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة إلى أن الدور الإنساني الذي يقدمه الأردن بمختلف الأزمات والحروب قد ترك بصمات إنسانية واضحة على مستوى الإقليم والعالم، ومنح الأردن قوة سياسية في المحافل الدولية، وتحديدا فيما يتعلق بقضايا الحروب والنزاعات وأماكن الكوارث والأزمات.
ولفت الى ان الأردن مارس ادوارا انسانية ترجمت مفاهيم القوة في ميدان الإغاثة وحفظ السلام وعمليات الإنقاذ وانعكس ذلك في دعم الأشقاء بقطاع غزة عبر تسيير قوافل الاغاثة وعمليات الإنزال للمواد الاغاثية عبر طائرات سلاح الجو بالإضافة إلى لبنان. كما أن هذا الدور الإنساني للأردن شكل سندا للقيادة السياسية بقيادة جلالة الملك، تمت ترجمته باختيار الجيش الأردني، من ضمن الفاعلين في الإقليم وعلى المستوى الدولي ليكون عضوا فاعلا في قوات حفظ السلام.
واشار مخامرة الى أن هذه التوازن بين استخدام القوة ضد المخاطر، والأدوار الإنسانية التي تمارسها القوات المسلحة الاردنية، يعطي ميزة للأردن، تمكن القيادة السياسية من ممارسة أدوار أكبر في المنطقة والعالم، لا سيما بعد التحولات التي شهدتها بلدان تعاني من صراعات عسكرية.
وبين انه على المستوى الانساني وصلت انجازات الأردن وقواتة المسلحة الى خارج الوطن وفي كثير من دول العالم، فكان الأردن سباقا لتقديم المساعدات الطبية والغذائية والمشاركة بعمليات الانقاذ بمختلف الوسائل.
ولفت الى ان للقوات المسلحة دورا كبيرا في قوات حفظ السلام الدولية، وكانت مساهماتها في كثير من دول العالم المضطربة والمنكوبة نتيجة للحروب الداخلية، وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها ينحصر دورها في مجالي فرض الأمن والسلام في هذه المناطق بالتعاون مع إدارة قوات حفظ السلام والتابعة للأمم المتحدة، وتنفذ واجبا آخر كتقديم المساعدات وهي على نوعين، غذائي وعلاجي عبر إقامة المستشفيات في مناطق الصراع لمعالجة المصابين والجرحى.