كتاب

في ضوء المولد النبوي: قيم خالدة

تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام لتذكّرنا بنورٍ أضاء الدُّنيا، وبقدوةٍ ساميةٍ لا مثيل لها. إنها مناسبةٌ عظيمةٌ نتوقف فيها عند محطاتٍ مهمةٍ في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونستلهم منها القيم والأخلاق التي جاء بها الإسلام.

في هذا اليوم المبارك، تتجلى عظمة الإسلام في بساطته وعمق معانيه. فالنبي صلى الله عليه وسلم معلم وإنسان كامل، عاش حياته بكل تفاصيلها مثالاً يحتذى به. وقد ترك لنا صلى الله عليه وسلم إرثًا عظيمًا من القيم الخالدة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان.

ولد صلى الله عليه وسلم في ليلة الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، في أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة.

قضى حياته صلوات الله عليه وسلم سعيًا في نشر الدين لكل بقاع الأرض وتعليم البشرية عقيدتنا وقرآننا وأخلاقنا ومبادئنا فهو القائد القدوة والرسول المصطفى. غرس فينا الإيمان والتوحيد بالله: كان الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو أساس حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المحرك الأساسي لكل أفعاله وأقواله. وقد دعا الناس إلى توحيد الله والبعد عن الشرك بكل أنواعه. ودعا إلى العدل والإنصاف: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعدل الناس، وكان يعامل الجميع بالعدل والإنصاف، حتى أعدائه. وقد حثنا على أن نكون عادلين في أحكامنا وقرارا?نا. وغرس مبادئ الرحمة والتسامح: كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا بجميع الخلق، وكان يتسامح مع من أساء إليه. وقد حثنا على أن نكون رحماء بضعفاء المجتمع، ومتسامحين مع أخطاء الآخرين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على العلم والتعلم، وكان يشجع أصحابه على طلب العلم. وقد حثنا على أن نكون طلاب علم مدى الحياة.

وحفزنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وحثنا على العمل والإنتاج. وقد حثنا على أن نكون منتجين وأن نساهم في بناء مجتمعنا. والتأكيد على أننا خلقنا لخلافة وعمارة الأرض. و كان النبي صلى الله عليه وسلم أمينًا صادقًا في كل أقواله وأفعاله. وقد حثنا على أن نكون أمناء صادقين في تعاملاتنا مع الآخرين.

في ختام هذا المقال، ندعو الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستلهمون من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويسيرون على خطاه باتباع سنته وإحيائها والتشجيع على انتهاج نهجه، وأن يرزقنا العمل بأوامره واجتناب نواهيه. وأن يجعل ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبةً لتجديد العهد بالله ورسوله، وأن نكون قدوة حسنة لأبنائنا وأحفادنا. وليس للاحتفال به مرة في العام فلم يرد أي دليل عن الاحتفال أو إحياء المولد ولم تحتفل السيدة عائشة رضي الله عنها في هذا اليوم قط، فالسنة نهج واتباع وأعمال لصيقه بنا في حياتنا في أخلاقنا وقيمنا وصلاتنا وأ?مالنا وحياتنا، رزقنا الله شفاعة الحبيب المصطفى صلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.