أنا من الناس الذين هاجموا وزيرة الثقافة في بداية تسلمها الموقع..وربما سأهاجمها لاحقا، لكني البارحة في افتتاح ورشة (المونودراما) وتكريم الفنان (أشرف أباظة) ضمن أمسيات جرش شعرت بقيمة المعرفة وأهمية الوعي.
خرجت الوزيرة هيفاء النجار وأمام أهم الوجوه السينمائية العربية, وعلى رأسهم (نقيب الفنانين) المصريين والفنانة منى واصف وأصدقاء من الخليج والمغرب العربي وقدمت كلمة ارتجالية، أبهرت فيها جميع من حضروا الاحتفال...أنا شاهدت الأشقاء العرب بأم عيني ولمحت إعجابهم بالكلمة وبمستوى الوعي والمعرفة لدى الوزيرة وقدرتها على إتقان الخطاب..وشرح دور الأردن كما يجب، والأهم من ذلك أنها عرجت على فلسطين وغزة..وعرضت موقف المثقف الأردني وليس الموقف الرسمي.
مشكلة هيفاء النجار أنها في بداية تسلمها وزارة الثقافة قدمت الخطاب (النخبوي) المعقد والذي لا يصل للجميع... لكن أمس كان خطابها جماهيريا، لم تلفظ كلمة في غير محلها ولم تقدم جملة ناقصة أو خارجة عن السياق.
لا أريد أن أستفيض أو أكتب مجلدا.. ولكن وظيفة الكاتب أن يشير للخطأ إن وجده، في ذات الوقت أن يشير للأشياء الجميلة...أنا لا أستطيع أن أبقى رهين السواد والنكران واليأس في نظرتي لحركة الدولة ومؤسساتها ولحركة المجتمع...
بالرغم من الأصوات التي نادت بإيقاف مهرجان جرش والتي نحترم وجهة نظرها ونقدرها، وبالرغم من الأصوات التي نادت بإقامة المهرجان.. علينا أن ندرك أن القصة لا تقع بين خيارين فقط.. علينا أن ندرك أيضا بأن مجيء الأشقاء العرب للمهرجان، لا يقع في إطار البحث عن الترفيه والنغم.. فقد سمعوا من الفنانين الأردنيين ومعظم المثقفين عتبهم ووجهة نظرهم فيما يحدث.. من حرب على شعبنا الفلسطيني ومن تجويع وقتل وتشريد.
نهاية أقول: أننا لأول مرة نشهد في الأردن وزيرة ثقافة ترتدي عباءة الحكومة ولكن بخطاب يساري متقدم.
