أسعد كل عام بالدعوة التي يوجهها لي نائب رئيس جمعية سكان جبل عمّان القديم (جارا) الصديق خضر قواس باسم الجمعية وأسعد أكثر بالاطلاع على هذه التجربة المجتمعية والوطنية والتي انطلقت أول مرة عام 2005 بمعنى انها تحتفل بعامها التاسع عشر وتقدم كل سنة الجديد والمفيد.
في رحاب جبل عزيز (جبل عمّان) وقريب للقلب و(جبل اللويبدة) من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء، كل جمعة من 31/ أيار وحتى 13/ أيلول، ليشكل مناسبة سنوية تستقطب الأردنيين والضيوف العرب والأجانب الذين يرون فيه نافذة ثقافية وسياحية وطنية أردنية تعرض وتوثق للثقافة الأردنية بمختلف ألوانها وأشكالها(وقد يكون من المناسب أيضا التفكير في موسم شتوي للسوق).
جو عائلي مريح للجميع تعلوه الابتسامة والترحاب من القائمين على السوق وممن يقدمون منتجاتهم وعروضا وللحقيقة برعوا في تسويق منتجاتهم بخبرة ومحبة وسعر قابل للتفاوض والمساعدة والقبول بسماحة مميزة وتبادل الحديث وتلك سمة طيبة في السوق للتعرف عن قصص نجاح وكفاح عائلي من أسر مثابرة وصابرة يعمل أفرادها معا لتسويق منتجاتهم بمذاق وطعم خاص وشهي.
الجميل أيضا في السوق الشراكة الاستراتيجية بين أمانة عمّان الكبرى والسوق وتلك فرصة مناسبة لتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة وترجمتها على أرض الواقع للمساهمة في رسم نموذج ناجح للعلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني وتوفير الدعم الفعاليات والمبادرات الثقافية والفنية والسياحية في العاصمة، وتبني المشروعات والمبادرات الهادفة لخدمة المجتمع المحلي وتحسين حياة الأفراد.
أطلعت على تجربة مميزة لشركة محلية (الأهلي للتمويل الأصغر) وجهدها وسعيها لتقديم ورش تدريبية خلال فعاليات السوق لتوفير فرص عمل تسهم في الحد من نسب البطالة والعمل على إنشاء جيل يبادر الى تأسيس مشروعات ناجحة.
سوق جارا عبارة عن قصة نجاح قصة أردنية بإمتياز بما تشكله من تفاصيلها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية وبالمشاركين في السوق من مختلف الشرائح والصناع والفنانيين وبما يوفره من فرص للقاء مجموعة من الأصدقاء ومنهم شخصية أردنية محببة الدكتور زياد القسوس طبيب الأسنان المتقاعد وبطل الرماية والمتابع للموسيقى باحتراف وتذوق والأهم المزارع والذي يعرض عسل مزرعته بفخر في سوق جارا مساهمة منه في انجاح الفكرة وليس الربح فقط شأنه شأن العديد من المشاركين والراغبين في التفاعل الأنساني والحضاري.
سوق جارا فكرة تستحق الإشارة اليها للعديد من الأسباب ومنها المزج بين المنفعة الشاملة والاستفادة المعنوية والمادية وبين الاطلاع واكتشاف الماضي الجميل والعريق في جبل عمّان وشارع الرينبو والمحال والذكريات والأصدقاء والعائلات التي سكنت وتسكن هذا المعلم العمّاني الجميل.
تحتاج العديد من المبادارت الأردنية إلى اهتمام منا ودعم ومساندة وعون وخصوصا أن العديد من الأسر مشاركة ومنتجة في تلك المبادرات ولها قصص مشرفة من الصبر والتحمل والتدبير والإدارة والتفاعل مع الجميع بروح ومعنويات عالية.
ما يزال الوقت متاحا والفرصة متوافرة لزيارة سوق جارا والتجوال في مرافقه، ولعل من الجميل الإشارة إلى المرفق العريق والمتمثل في مدرسة شكري شعشاعة والاطلالة على تاريخ هذا المعلم والذي خرج أفواجا من الطلبة والتربويين.
وما تزال الفرص مناسبة للتجوال ومشيا على الأقدام في جبل عمّان وربما النزول لوسط البلد وجميع ذلك فيه الخير والمتعة والتسوق والاستمتاع.
التحية لمن يعمل ويجتهد ويقدم ويتعاون ويشارك ويعطي ويتطوع ويساهم ؛ جميعنا فريق واحد في أردن الخير والمحبة والحضارة والتاريخ.
[email protected]
