كتاب

اليوم العالمي للتبغ.. حماية الأطفال من تدخل دوائر صناعة التبغ

يغدو التدخين في الأردن «وباء» بما كل ما تحمله الكلمة من معنى يفتك بالأجيال اليانعة اذ يبلغ معدل المدخنيين من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عاما 25 في المائة وهو معدل عال جدا على مستوى العالم اذ أن الأردن يحتل المرتبة الرابعة عالميا بما يخص نسبة المدخنيين دون سن الخامسة عشر، وعلى صعيد متصل يتعرض الكثير من الأطفال بكافة أعمارهم للتدخين السلبي اذ يبلغ معدل التدخين بين البالغين الرجال 66%، وهذه الأرقام في تزايد على الرغم من الزامية وصرامة تطبيق قانون الصحة العامة وعلى الأخص في تجريم القانون الأردني عم?يات بيع التبغ إلى من هم دون سن الثامنة عشر وغيرها من البنود المتعلقة بحماية الأطفال من آفة التدخين.

وعلى مستوى العالم وبما يخص تدخين الأطفال والمراهقين تشير أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية أن ما يقدر بنحو 37 مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يتعاطون التبغ على مستوى العالم ولا يزال تعاطي التبغ أحد أكبر تهديدات الصحة العامة على الإطلاق حيث يودي استخدام التبغ بحياة أكثر من 8 ملايين شخص كل عام نتيجة تعاطي التبغ المباشروالتدخين السلبي وإن استمرت الاتجاهات الحالية، فمن المتوقع أن تصل الوفيات المرتبطة بالتبغ إلى 10 ملايين سنويا بحلول عام 2030، مع حدوث أكثر من 80٪ من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة ?المتوسطة الدخل.

وفي سرعة تبادل المعلومات في عالمنا الحالي يعي عامة الناس الآثار الصحية الفتاكة للتدخين كمسبب لسرطان الفم والبلعوم وسرطان الرئة وسرطان المعدة وسرطان البنكرياس وسرطان المعدة وكمسبب رئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن وبآفات التعرض للتدخين غير المباشر، «حتى لفترة قصيرة من الزمن» من زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي المختلفة.

في 31 مايو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للتبغ، ويعد هذا الحدث السنوي بمثابة تذكير بمخاطر تعاطي التبغ ويسلط الضوء على الجهود المبذولة للحد من استهلاك التبغ ويعد فرصة للتفكير في التقدم المحرز والتحديات التي لا تزال قائمة في مكافحة التدخين. كما و يعد اليوم العالمي للتبغ بمثابة تذكير قوي بالحاجة الملحة لتسريع الجهود الرامية إلى الحد من تعاطي التبغ وتأثيره المدمر على الصحة والمجتمع والاقتصاد، ويسلط موضوع هذا العام، «حماية الأطفال من تدخل دوائر صناعة التبغ»، الضوء على الحاجة الماسة إلى حماية شبابنا من ?ساليب التلاعب التي تتبعها دوائر صناعة التبغ التي تواصل إعطاء الأولوية للربح على حساب الصحة العامة، وبينما نحتفل بهذا اليوم، فمن الضروري التفكير في التحديات التي نواجهها في حماية الجيل القادم من التأثيرات الضارة للتبغ، فهو معرض بشكل خاص لجاذبية منتجات التبغ بسبب عوامل مثل ضغط الأقران والفضول والتعرض للإعلان عن التبغ والترويج له، اذ تستغل دوائر صناعة التبغ نقاط الضعف هذه من خلال أساليب تسويقية عدوانية، بما في ذلك التغليف الملون، والنكهات الجذابة، ونتيجة لذلك، يتم إغراء الملايين من الشباب في جميع أنحاء العالم?إلى عادة تهدد صحتهم ورفاههم.

وإن التدخل السلبي من دوائر صناعة التبغ في سياسات وبرامج الصحة العامة التي تهدف إلى الحد من تعاطي التبغ بات واضحا، و تستخدم صناعة التبغ استراتيجيات مختلفة لتقويض تدابير مكافحة التبغ والحفاظ على حصتها في السوق، وعلاوة على ذلك، فإن ظهور منتجات تبغ جديدة، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المنكهة، يمثل تحديات إضافية، حيث يتم تسويق هذه المنتجات في كثير من الأحيان كبدائل «أكثر أمانا» على الرغم من ضررها المحتمل.

في وجه هذه الأساليب الخبيثة والفتاكة، على الحكومات ومنظمات الصحة العامة ومجموعات الدعوة العمل معا لتنفيذ تدابير فعالة لمكافحة التبغ غايتها حماية أطفال أبرياء في مقتبل العمر كزيادة أسعار منتجات التبغ من خلال فرض الضرائب، لا سيما بين الشباب والسكان ذوي الدخل المنخفض، وهي احدى أكثر الطرق فعالية للحد من الاستهلاك، وتسريع وتيرة تنفيذ القوانين واللوائح لخلق بيئات خالية من التدخين في الأماكن العامة وأماكن العمل وغيرها من الأماكن لحماية غير المدخنين من التعرض للتدخين السلبي وتشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين و?ظر وتقييد الإعلان والترويج عن منتجات التبغ والترويج لها للسكان الضعفاء، وخاصة الشباب وتحسين الوصول إلى خدمات الإقلاع عن التدخين بأسعار معقولة، بما في ذلك المشورة والأدوية مما يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين ومنعهم من الانتكاس، وتثقيف الجمهور من خلال حملات التوعية وبرامج التوعية المجتمعية حول المخاطر الصحية لتعاطي التبغ لزيادة الوعي وتغيير الأعراف الاجتماعية حول التدخين.

في حين انه قد تم إحراز تقدم كبير في مكافحة التبغ في السنوات الأخيرة، لا تزال هناك العديد من التحديات والتي ستتطلب مواجهتها التزاما سياسيا مستداما، وزيادة التمويل لبرامج مكافحة التبغ، وتعاونا مستمرا بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص. فلنؤكد من جديد التزامنا بحماية الأطفال من الأساليب الافتراسية لدوائر صناعة التبغ، من خلال العمل معا لتنفيذ تدابير مكافحة التبغ قائمة على الأدلة وتمكين شبابنا من اتخاذ خيارات صحية يمكننا بناء مستقبل خال من التبغ للأجيال القادمة.