تعتبر المرحلة الجامعية من أفضل المحطات لصقل الشخصية وتكوين العديد من المفاهيم نحو الحياة والعلاقات العامة واكتساب المهارات الملائمة والمناسبة للطالب وميوله ومتطلبات الحياة بعد التخرج والانخراط في خضم الواقع العملي بنجاح وتميز.
من منا لم يمر في تلك الفترة الغنية بالتجارب واكتشاف جوانب منوعة للحياة الجامعية ونهل العلم والمعرفة وتنمية القدرات والتأهل للمراحل الأخرى بعد التخرج ومساعدة الأهل وتجمل المسؤولية باقتدار ومثابرة؟
ما يحدث داخل الحرم الجامعي هو بيئة مناسبة لتكوين الشخصية المتسلحة بالعلم والخبرات الأخرى من مهارات الاتصال والتواصل وتقبل الحوار والعديد من القدرات الذاتية والجماعية والفرص المواتية لإكمال التحصيل الأكاديمي للدبلوم العالي والماجستير والدكتوراة.
ننظر لما يحدث من عقبات حضارية أمام مسيرة الطلبة في الجامعات وضمن محطات معينة ومنها انتخابات اتحاد الطلبة والتي يفترض أن تكون الخطوة الأولى نحو المساهمة الواعية والإيجابية بتميز ورقي.
نتحدث أيضا ومطولا ونبحث عن الأسباب الحقيقية لنتيجة ما يحدث عند كل تجربة نمر بها ونقصد التقدم والنمو والسعي قدما نحو النضج الكافي لنبذ جميع المظاهر السلبية في المجتمع والارتقاء بمستوى التعليم الجامعي والسلوك الطلابي باتجاه المستقبل الواعد.
عقدت الكثير من الندوات المتخصصة لتشخيص ومعالجة تلك العقبات، ولكن ما تزال التحديات قائمة وذات صلة بالتربية داخل الأسرة والقيم في المجتمع والقدرة الحقيقية على تهذيب السلوك وربطه بالمستوى الجامعي والمفترض أن يكون حضاريا دوما.
سياسات القبول الجامعي، دور عمادة شؤون الطلبة في الجامعات، العقوبات الرادعة، برامج الارشاد والتوجيه، الأنشطة الطلابية، التطوير في عضوية اتحاد الطلبة ومنها على سبيل المثال تجربة التفرغ لمدة عام أثناء الدراسة للقيام بالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق اتحاد الطلبة وبشكل يستند إلى القانون والالتزام التام داخل وخارج الجامعة.
يسدل الستار عقب انتهاء فترة الانتخابات، ولكن تبقى ذيول التجربة ونتائجها وتبعياتها قائمة ولعل المطلوب وقد تمت تشخيص المشكلة من قبل ومنذ سنوات ماضية ومن قبل الجميع، التوصل لحلول واقعية وبشكل جذري؛ الطالب الجامعي هو استثمار لأهله وجدير به الحصول على درجة علمية وخبرة عملية لخوض غمار الحياة بثبات وسداد.
لا يوجد مبرر حقيقي لما يحدث، ولا يوجد أيضا من داع لتكرار التجربة كل موسم وإرهاق الجميع من الأهل والمناطق المحيطة بالجامعة ومجمل ما يحصل من أزمات مرافقة، ولا يوجد أيضا ما يمنع من تطبيق ما يلزم من إجراءات رادعة من الجامعات والأطراف المعنية وحتى التنادي لوثيقة شعبية لمعالجة هذه العقبة الكدأء.
نشير أيضا إلى أهمية تطوير مهارات الأمن الجامعي وتأهيله وكذلك رفد الحرم الجامعي بما يلزم من سلسلة الإجراءات الوقائية ضمن الحرم الجامعي وفي الكليات ومرافقها وضمان عدم تدخل الجهات الخارجية وتأثيرها في هذا المجال.
تجربتنا في بداية الثمانينيات في الجامعة الأردنية كانت جيدة وحفلت بالعديد من الأحداث ولكن كانت هوية وشخصية الطالب التخرج والالتحاق بالعمل والانخراط في الحياة والمجتمع وكانت لبعض الطلبة توجهاتهم السياسية ولكن لم تغلب على شغفهم لنيل الشهادة الجامعية والتحصيل الأكاديمي واحترام التعليمات والأنظمة وممارسة الكثير من الأنشطة أثناء الدراسة ومنها المسرح والفنون الأخرى في عمادة شؤون الطلبة والبرامج الجامعية المنوعة وخدمة المجتمع والنوادي المتخصصة من تصوير وأدب وصوت طلبة وأنباء الجامعة والعديد من أساليب صقل الشخصية بشكل متواز مع الدراسة.
لا يتسع المجال للحديث بالتفصيل، ولكن لا بد من الإشارة والتأكيد على دور الأسرة والبيت في تحمل مسؤولية الطالب الجامعي قبل دخوله الجامعة ومتابعة أموره والحرص على رعايته والاهتمام بمشاكله ومظهره وجوهره وذلك أضعف الإيمان.
[email protected]