خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أبو قاعود: فُصلت بقرار تعسفي وأعادني وصفي التل

تنتمي للجيل الأول في «التوجيهي» بالمملكة

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالحافظ الهروط

«كل فتاة بأبيها معجبة»، فقد نشأت في أسرة محافظة ورث والدها «الشيخة» عن أبيه وفي مجتمع ينتمي لعشائر وقبيلة أردنية(بني حميدة)، ووالدتها من اصل شامي، تأثرت بها دينياً.

عاشت في دَلال الوالد، حتى أنها كانت تقدّم للضيوف القهوة من دِلال لا تغادر موقد المنقل، رغم وجود اخوة لها من الذكور والإناث!.

وفي دراستها للمرحلة الابتدائية ظهرت بموهبة الخطابة في المناسبات الوطنية وحفظ القصائد التي تتغني بفلسطين وتشيد بالكفاح الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.

تعد من الجيل الأول الذي حظي بدراسة الثانوية العامة «التوجيهي» على مستوى المملكة، ومن المفارقات أن تم تعيينها معلمة، وخلال مدة قصيرة تقرر فصلها تعسفياً!

شهدت الحياة الحزبية التي انتظم بها والدها ولكنها لم تتحزب لرأي لم يتبدل حتى المرحلة هذه.

المربية التربوية المتقاعدة فايزة مسلّم ابو قاعود تملك ذاكرة حيّة في سرد القضايا واستذكار مواضيع عديدة بكل تفاصيلها، وما تزال تحفظ الشعر رغم مرور عقود على قرضه.

تروي الفاضلة ابو قاعود رحلتها لـ«الرأي» وفي نفسها غصة لما يحدث في غزة، من جرائم بشعة ارتكبها العدو الصهيوني ولسان حالها يقول «ما اشبه اليوم بالبارحة»!!.

النشأة

ولدت في مدينة مادبا وحظيت بدلال من والدي حتى أنني كنت رفيقة له في زياراته وأهمها إلى فلسطين، وظل يكلفني بتقديم القهوة عند قدوم الضيوف بعد أن وجدت نفسي في مدرسة مستأجرة بين طالبات مسلمات ومسيحيات أسعفهن الحظ بالدراسة في مرحلة كانت المدارس في المملكة تُذكر بالاسم وتُعد على الأصابع.

تعززت لدي موهبة الخطابة وإلقاء القصائد مبكراً بفضل مديرة المدرسة ليّا اليّني من اللد، وكنت مستقبَلاً ضمن الجيل الأول الذي تقدم لامتحانات «التوجيهي» في مدرستي سكينة بنت الحسين وراهبات الوردية بعمان، قبل أن يتم تعييني مدرّسة لأنضّم إلى معلمات تتلمذت على أيديهن في مادبا.

فصل تعسفي

سنوات قصيرة من التعيين، اعقبها قرار وزاري يقضي بفصلي تعسفياً، فاستشاطني غضباً، ما دفعني لأحمل شكوى مع زوجي، الذي ارتبطت به حديثاً من قرار التعيين، ونتوجه إلى منزل رئيس الوزراء وصفي التل بمنطقة الكمالية.

عند وصولنا كان الحارس يخاطبنا رداً على مطلبنا، «هذا المكان راحة للرجل، أما المراجعات فهي في مبنى الرئاسة، وسيلحق الرئيس (اليوم) بجلالة الملك (الحسين) في زيارة إلى إيران».

لم نأخذ بحديثه، حتى إذا ما خرج «دولته» بالسيارة استوقفته وخاطبته بحدّة «يا دولة الرئيس انظر إلى ما يفعله وزراؤك بالموظفين، وناولته الشكوى».

ظل يقرأ بها، وعلمنا عند وصوله الرئاسة أنه خاطب الوزير بعبارة » إعادة المذكورة فوراً وإعلامي اليوم»، فرجعت إلى عملي وكانت الشكوى أخذت صدى كبيراً.

الحياة الحزبية

مادبا كانت تزخر بحياة حزبية تمثلت بالشيوعية والبعثية والأخوان المسلمين، حتى أن والدي كان في الحزب الوطني الاشتراكي برئاسة سليمان النابلسي، وأحسب أن الاحزاب في تلك المرحلة سارت بمسارات سببت نوعاً من الخلل في البلاد.

مناسبات مفرحة وأخرى محزنة

مر الأردن بمراحل مفصلية تخطاها بفضل الله، ومن ثم تعاضد الدولة بمؤسساتها والشعب الأردني مع القيادة، ولعل إلغاء المعاهدة الأردنية–البريطانية أبرزها، وابتهاجاً بها عمت الاحتفالات، وكان لي نصيب بإلقاء كلمة في احتفال أقيم بمادبا وأنا طالبة، مثلما ألقيت كلمات أمام الملك الحسين الذي كان يحرص على زيارات مدن المملكة، وأخرى عن فلسطين أمام رئيس الوزراء سليمان النابلسي أقول فيها:

بلادي ما أُحيلاها/ هويناها ونهواها

فلا والله ننساها/ وكيف ينام أبناها..

متى ذكروا فلسطينا

ومن المواقف المحزنة أن حدث انفجار برئاسة الوزراء استشهد فيه الرئيس هزاع المجالي، وقد تزامن مع موعد لرئيس بلدية مادبا عادل جميعان وثلاث طالبات–أنا إحداهن- لمقابلة الملك الحسين بشأن إضافة صف » التوجيهي» بالمدرسة، ولكن الحادث لم يمكننا من اللقاء، فكان تقديم الامتحانات بمدرسة سكينة بنت الحسين وراهبات الوردية بعمان.

التبرع للجزائر

ودعماً للأشقاء الجزائريين للتخلص من المحتل الفرنسي، كان الأردن في مقدمة الدول الداعمة للجزائر، إذ قام طلبة المدارس بدفع تبرعات من مصروفهم اليومي، وأذكر أنني شعرت بالإحراج وانا اشاهد زميلاتي يتبرعن ولعدم توفره معي في ذاك اليوم خلعت «حَلَق الذهب » من أذنيّ، وتبرعت به.

وتمجيداً بالجزائر قلت:

سبع من السنوات ما يربو عليها أو يزيد/

وجزائر الأبطال تبني صرحها صرح الأسود

زيارة فلسطين والمشاركة بعيد الفصح

وردّاً لجميل فعله والدي لوفد مسيحي زار منطقة مكاور الأثرية وقد تاهوا عند عودتهم إلى فلسطين، فاستضافهم وأكرمهم لعدة أيام، ثم بعث معهم دليلاً إلى الضفة الغربية، فما كان من الوفد إلا أن وجّه دعوة للوالد لزيارة القدس فاصطحبني معه وهناك شاركت الأخوة المسيحيين مناسبة عيد الفصح المجيد فيما قاموا بإكرامنا معبّرين عن العلاقة الأزلية التي تجمع المسيحيين مع المسلمين في الضفتين.

بساطة الناس وكرم الضيافة

كان التواصل بين الناس(مسلمين ومسيحيين) لا ينقطع ما جعل العلاقات طيبة والضيافة دون تكلفة والإقامة داخل بيوت تقوم على قناطر (حجارة مقو ّسة) والمبيت على فراش من الصوف وبُسط النسيج.

زميلات معلمات وطالبات

ولعلني استذكر من الزميلات الطالبات في المدرسة فايزة كساب وسخاء الصبيحي وهند المبيضين وجواهر الفاعوري وهيام صوالحة وابتسام البجالي وميسون زوايدة

ومن المعلمات المديرة هيفاء كرادشة وسعاد معايعة وليلى جميعان.

ولا بد من الإشارة إلى فضل التعليم على المرأة ما يجعل منها شخصية ناجحة على صعيد المجتمع والأسرة، وينعكس هذا الوعي على أبنائها، إذ أنعم الله عليّ أن جعل هبة وبراق وابراهيم وبلال ناجحين في حياتهم العلمية والعملية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF