كتاب

تحدي المياه والصيف القادم!

يقترب الصيف منا جميعاً، وبالطبع سوف يكون ساخناً وصعباً حينما ندرك ونعي ما يتوقعه الخبراء نتيجة تغير المناخ والذي سوف يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في الصيف في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بين 2.2 درجة مئوية و2.5 درجة مئوية، والذي سيصاحبه انخفاض بنسبة 4% إلى 27% في الهطول المطري السنوي، مما سيزيد من خطر الجفاف، وعلاوة على ذلك، فستؤدي زيادة التبخر وانخفاض رطوبة التربة إلى الحدّ من إعادة تغذية المياه السطحية والجوفية.

قبل أيام أطلقت وزارة المياه والري حملة وطنية توعوية (القرار بإيدك) الموجهة للقطاع النسائي عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل المجتمعي ومؤسسات قطاع المياه، وتهدف للتوعية بأهمية الحفاظ على المياه وترشيدها واستخدامها بكفاءة عالية للمواطنين بشكل عام والقطاع النسائي بشكل خاص من وجهة نظر دينية خاصة وأن كافة الديانات والشرائع الإلهية حثت على الحفاظ على المياه.

كما تهدف الحملة إلى إرساء ثقافة وطنية مجتمعية للحد من السلوكات الخاطئة فيما يتعلق باستخدامات المياه وتبني ثقافة الترشيد والحفاظ على المياه وتشمل تدريب الواعظات على إلقاء المحاضرات حول وضع المياه في الأردن، وكيفية المحافظة عليها من خلال برنامج يهدف لتوعية آلاف السيدات إضافة الى عقد برامج تدريب السباكة للسيدات، وتأتي الحملة ضمن الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه 2023 – 2040 والتي تركز على تخفيض الفاقد المائي بنسبة 2% سنويا والوصول إلى 25% بحلول عام 2040 ورفع كفاءة الطاقة وخفض تكلفتها وزيادة الاعتماد على الطاق? البديلة والتشغيل والصيانة وتحقيق الاستقرار المالي لقطاع المياه وتقليل الخسائر وتحقيق الاستدامة المالية والبحث عن مصادر غير تقليدية لتحسين التزويد المائي واستدامتها مثل مشروع الناقل الوطني والتوسع الكبير في معالجة مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها في الري لسد العجز المائي المتزايد ورفع كفاءة التزويد لغايات الشرب وتوفير المياه للاستثمارات الصناعية والزراعية والسياحية وبناء إدارة كفؤة ومواجهة التغيرات المناخية والحد من استنزاف المياه الجوفية بما يضمن استعادة عافية معظم الأحواض المائية الجوفية وتحقيق حوكمة قط?ع المياه، وتحقيق الترابط ما بين المياه والبيئة وتأمين الغذاء والطاقة بهدف تمكين القطاع الزراعي وتحقيق الأمن المائي.

وترتكز أيضاً على الإدارة المتكاملة لموارد المياه، وتحقيق الأمن المائي المستدام وكذلك حماية مصادر المياه الجوفية، والسطحية والحفاظ عليهما، مما يستلزم الإنفاذ الصارم لجميع القوانين والأنظمة المتعلقة باستخدام مصادر المياه وحمايتها.

كما تركز على مجالات تعزيز الأداء المالي واستدامته، وبناء منظومة بيانات تساعد صناع القرار، والاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والمياه، ومواجهة التغير المناخي، وزيادة الاعتماد على المصادر غير التقليدية وبناء منظومة مائية منيعة وتوسيع آفاق التعاون مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص واجتذاب الكفاءات واستقطاب وتمكين الشباب وتعزيز مجالات التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية وتوفير الفرص العلمية للبحث العلمي في مجالات المياه والصرف الصحي.

نعود للتأكيد من جديد على أهمية الحملات التوعوية والموجهة للأسرة الأردنية ومن يعيش على أرض المملكة الأردنية الهاشمية وتنفيذ الكثير من الفعاليات المرافقة لحملات التوعية والتي تستهدف أهم فئات المجتمع وقدرتها على التأثير الإيجابي وإحداث الفرق في المجتمع ومنهم المرأة لتوجيه سلوك أفراد الأسرة وترشيد الاستهلاك في المطبخ والحمام والشرب والاستخدامات المنزلية من تنظيف وغسيل والهدر الناتج عن إضاعة كل قطرة ماء هباء وكذلك رجال الدين والتربية والتعليم في المدارس والمناهج والتوعية العامة بتحدي المياه الماثل الآن والقادم ?من المستقبل والصيف الذي فيما يبدو سيكون ساخنا لا محالة.

تحية للقائمين والحريصين على المحافظة على كل قطرة من المياه لأنها تعني الحياة وفعلاً القرار بيدنا لذلك؛ معاً يمكن عمل الكثير!.fawazyan@hotmail.co.uk