شهدت سنوات حكم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين توطيدًا عميقًا لعلاقة طيبة تربط الأردن بدولة الكويت الشقيقة التي أصبحت بين أكثر الدول المساندة للأردن في شتى ومختلف المجالات، ومن أهمها التحالف السياسي الذي يظهر حكمة البلدين وقيادتهما، والتزام شعبيهما بالقضايا القومية، فكان العمل المشترك والحثيث والدؤوب على بناء التقارب المطلوب في المجموعة العربية وبما يخدم قضايا الأمة العربية من المشاغل الأساسية للبلدين الشقيقين، فاشتركتا في الجهود الدبلوماسية التي تستثمر مكانتهما في رأب الصدع العربي في أكثر من مناسبة، والعمل على تقريب وجهات النظر لاستئناف مسيرة التعاون العربي، وتعاونت الأردن والكويت في بناء مقاربات عقلانية وثابتة تجاه القضايا الملحة ومن أهمها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في العيش بأمن وكرامة في دولته المستقلة.
على مستوى العلاقات الثنائية، عملت الكويت في إطار سياسة حصيفة وهادئة على تعزيز التعاون مع الأردن لتصبح الدولة العربية الأولى في الاستثمارات التي احتضنها الأردن خلال السنوات الأخيرة، وتواصل استقبال الكويت للكوادر البشرية الأردنية المؤهلة التي عملت على تقديم أدائها الملتزم والصادق في دعم مختلف القطاعات الاقتصادية في الكويت، وسجلت العلاقات تقدمًا كبيرًا في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والإعلامية والعسكرية، لتصبح العلاقات الأردنية – الكويتية نموذجًا متقدمًا في العمل العربي المشترك القائم على التقدير المتبادل.
مع استقبال جلالة الملك لأخيه سمو الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، تتجدد وتتوطد العلاقات بين البلدين، وتدخل مرحلة جديدة تتعزز من خلالها الخطوات الإيجابية التي شهدتها على امتداد ربع قرن من الزمن، وإذ يقلد جلالة الملك أمير الكويت قلادة الحسين بن علي فإنه يعبر عن عمق المشاعر الطيبة التي تربط البلدين ويؤكد على المواثيق العروبية التي تربطهما، والتي تجلت في مباحثات قائدي البلدين وحرصهما على إعلان موقف مشترك واضح تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء الفلسطينيين، والسعي الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
تؤكد الأردن على أهمية الدعم الكويتي السياسي والاقتصادي، وتسعى إلى تعزيز التعاون وتعميقه، وتحرص على توفير الفرص الاستثمارية الفضلى لدولة الكويت التي تسعى لدخول حقبة جديدة من التحديث الاقتصادي يلبي طموحات الأجيال الصاعدة في الكويت، وتتطلع الأردن إلى بناء مدخل للتعاون العربي يراعي المصالح المشتركة لجميع الشعوب العربية من خلال تقديمها لنموذج علاقتها مع دولة الكويت القائمة على قواعد متينة وثابتة من الحوار المتواصل والبناء حول مختلف القضايا وبناء أطر الدعم والمساندة اللازمة في المحافل الإقليمية والدولية بالصورة التي تضرب مثلًا في أهمية ومحورية تعزيز العلاقات العربية.
