ففي هذا اليومِ نعظم شعائر الله ونظهر السعادة فرحًا بقدوم العيد ونطبق سنة الحبيب المصطفى ونحيي سنن العيد فيرتدي المسلمون حللهم الجديدة، ويغتسلون ويتطيبون ويتبادلون التهاني والتبريكات ويخرجون إلى المساجدِ نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا وشبابا لأداءِ صلاةِ العيدِ. وتستمر طقوس وشعائر العيد من بر الوالدين وصلة الرحم وجبر الخواطر والتقارب الأسري وتبادل الزيارات والفرح باجتماع العائلة.
لقد كان شهرُ رمضانَ مدرسةً روحانيةً وفُرصةً للتغييرِ الإيجابيِّ. فقد تعلّمنا فيهِ الصبرَ والضبطَ والنفسَ، وتقربنا من اللهِ بالصلاةِ والقرآنِ الكريمِ. كما أننا بذلنا فيهِ الخيرَ ومساعدةَ المحتاجينَ ومن علامات قبول الأعمال الاستمرار على ما تغيرنا واكتسبنا من إيجابيات في رمضان الخير، فاللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته فاجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا، الحمد لله على التمام، الحمد لله على البلاغ الحمد لله على الصيام والقيام، اللهم اجعلنا ممن صام الشهر ايمانا واحتسابا وادرك ليلة القدر وفاز بالآجر.
بالأمس القريب كنا نتحرى هلال رمضان واليوم نتحرى هلال شوال فعيدُ الفطرِ فجرًا جديدًا ينبثقُ من رحمِ رمضانَ. ففي هذا اليومِ، نُولدُ من جديدٍ ونبدأُ صفحةً جديدةً في حياتنا. ونُصبحُ أكثرَ إيمانًا وإخلاصًا للهِ، وأكثرَ قدرةً على مواجهةِ التحدياتِ والصعوباتِ. يُعدُّ عيدُ الفطرِ أيضًا رمزًا للتسامحِ والودّ بين الناسِ. ففي هذا اليومِ، ننسى الخلافاتَ ونُسامحُ بعضنا البعضَ ونُعيدُ بناءَ العلاقاتِ على أسسٍ من الحبِّ والاحترامِ. إنَّ عيدَ الفطرِ فرصةٌ رائعةٌ لنبدأَ صفحةً جديدةً في حياتنا، ونُصبحَ أشخاصًا أفضلَ وأكثرَ إيمانًا وإخلاصًا للهِ. ففي هذا اليومِ، نُولدُ من جديدٍ ونُصبحُ أقربَ إلى اللهِ وأقربَ إلى بعضنا البعضِ.
عزيزي القارئ أختم مقالي بالتهنئة والتبريك بعيد الفطر وأقول تقبل الله الطاعات وكل عام وانتم بخير فبعد شهرٍ من الصبرِ والجلدِ، حانَ وقتُ الحصادِ وجنيِ الثمارِ. ونُصبحُ في هذا اليومِ أقربَ إلى اللهِ وأقربَ إلى بعضنا البعضِ. وإن شاء الله هذا العيد؛ عيدُ فرحة ونصر للمؤمنين.