كتاب

قيادة هاشمية.. حنكة وتأثير سياسي

قام الأردن، بإنزال 4 أطنان من المساعدات الإنسانية جواً على مستشفى في شمال غزة، ونقل عن مصدر عسكري أردني قوله إن «عملية الإنزال جاءت، لتعزيز إمكانات المستشفى وزيادة قدرة الكوادر الطبية في تقديم خدمات صحية وعلاجية للتخفيف عن الأهل في قطاع غزة».

الأردن منذ اندلاع الأزمة في السابع من أكتوبر تحاول وضع حد للحرب في قطاع غزة.

لقد تعاطف الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني وتابع الأحداث والمواقف السياسية في ظل الظروف الراهنة الصعبة. وهذا بطبيعة الحال ينطبق على المجتمع الأردني كله، ليس فقط بين الأردنيين من أصل فلسطيني، ولكن أيضا بين الأردنيين من خلفيات عشائرية، والشيشان، والشركس، وكذلك بين المسلمين والمسيحيين، على قلب واحد كان الموقف الأردني ثابت واضحا رافضاً للعدوان، فقضية فلسطين قريبة من قلوب جميع الأردنيين والعرب تقريبا، ولسوء الحظ، الأخبار السيئة تزداد سوءا.

الملك عبد الله الثاني قام بجولة دولية محاولا خلالها حشد الدعم الدولي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين، ولبحث إمكانية تقديم مساعدات إنسانية مستدامة للقطاع.

لقد قام الملك بجولة دولية إلى الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين هناك.

الأردن موقفه تجاه القضية الفلسطينية موقف مشرف وهو شريان حياة لفلسطين المحتلة، لقد اهتم الأردن بكل تفاصيل القضية وحين تم إيقاف التمويل الأميركي للأونروا –من إدارة بايدن، وكذلك من الممولين الأوروبيين، سارع المسؤولون الأردنيون إلى الضغط على الجهات المانحة لاستعادة التمويل.

جولة الملك عبد الله الثاني في الولايات المتحدة أثمرت عن نتائج خلال المفاوضات مع مسؤولين أميركيين، أهمها اتفاقاً بشأن الرهائن قبل بداية شهر رمضان، خشية أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الحرمان وأجواء الضغط في غزة.

وفي لقاء الملك عبد الله الثاني، خلال الجولة الأخيرة اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بالمعاناة الفلسطينية، ورغم موقفه المتشدد تجاه «المقاومة»، إلا أن اعترافه بالمعاناة الإنسانية للفلسطينيين بغزة كان نتيجة جهود أردنية صلبة ومتواصلة.

لقد استطاعت الجولات الأخيرة للملك عبد الله الثاني التأثير في اللغة التي يتحدث بها الغرب حول أحداث غزة، فجميعنا سمعنا تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال فيه إن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لباريس»، كما صرح بأنه في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس المسلحة على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ أكدت فرنسا أن حل الدولتين وحده هو القادر على إحلال السلام في المنطقة.

كما اعتبر الأردن، شريكا استراتيجيا أساسيا تحرص فرنسا على التعاون معه لوقف التصعيد الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة.

في ألمانيا التقى الملك خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني الستين بعدد من كبار المسؤولون الأوروبيين والدوليين، وشدد على ضرورة وقف الحرب في غزة، وأكد الملك على دور المجتمع الدولي في حماية المدنيين الأبرياء وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية المستمرة لسكان غزة. وحذر من الهجوم المحتمل على رفح وأكد رفضه لتهجير الفلسطينيين، مؤكدا على أهمية دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

جولة الملك الدبلوماسية أكدت على الموقف الأردني الذي يسعى نحو وقف الحرب، وتكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع.

إضافة لتأكيد موقف الأردن الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين داخليا أو خارجيا، وأن إي محاولة في ذلك الاتجاه تعتبر انتهاكا للقانون الدولي.

كما التقى الملك خلال زيارته الأخيرة بالرئيس الكندي جاستن ترودو في أوتاوا، للبحث الوضع في غزة. وخلال المباحثات حذر جلالة الملك من التداعيات الإقليمية لاستمرار الحرب على غزة.

وشدد الملك على رفض الأردن التام لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، كما أكد على رفض الأردن أية محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، اللتين تشكلان امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة. ونبه جلالته إلى أن أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين وانتهاكات الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ستدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة.

جهود أردنية من أجل وقف الحرب ضد الفلسطينيين

ووقف العنف ضد المدنيين لم تتوقف بقيادة هاشمية امتازت بالحنكة، والتأثير السياسي القوي إقليميا ودوليا. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.

aaltaher@aut.edu.jo