اعلن الملياردير ايلون ماسك مؤخرا عن تطوير شريحة جديدة تزرع في دماغ الانسان،انتجت من قبل شركة نيور الينك والتي تعمل على تطوير واجهات الدماغ الحاسوبية واصبحت هذه الشريحة حديث العالم اليوم ويتم الترويج لواجهات الدماغ والحاسوب باعتبارها الخطوة التالية في تطور الإنسان.
ما هي واجهة الدماغ والحاسوب؟
يوضح استشاري التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مزهاني البطش واجهات الدماغ والحاسوب Brain-Computer Interface وهي الأجهزة التي تنشئ مسار اتصال مباشر بين النشاط الكهربائي للدماغ (تداخل تكنولوجي عصبي) ومخرج خارجي مثل جهاز كمبيوتر أو الأطراف الروبوتية، و يتم تصميم واجهات الدماغ والحاسوب من مشابك عصبية وهي الإشارات الكيميائية الكهربائية التي تنطلق في الفجوة بين الخلايا العصبية في نظامنا العصبي عندما نتخذ قرارًا أو نفكر فيه. من أجل التقاط هذه المشابك العصبية.و تضع الشريحة أقطابًا كهربائية أو أجهزة استشعار بالقرب من هذه المناطق التشابكية. تعمل الشريحة مثل الميكروفون، الذي يلتقط الأحاديث الكهربائية لخلايا الدماغ العصبية التي تتواصل مع بعضها البعض. اما طريقة فك التشفير العصبي والعمل الناتج فيتم تغذية المعلومات المتشابكة الملتقطة من خلال برامج الكمبيوتر المحلية حيث يتم استخدام مجموعة متنوعة من انظمة الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي. تعمل على تحويل البيانات المتشابكة المعقدة إلى فهم قابل للبرمجة لنوايا الدماغ. وهذا ما يُعرف باسم فك التشفير العصبي. يتيح هذا بشكل أساسي للشخص تحويل أفكاره إلى أفعال. على سبيل المثال – في حالة الشخص الذي يعاني من الشلل، تلتقط المستشعرات المعلومات التشابكية لحركة الأطراف. يتم بعد ذلك نقل هذه المعلومات إلى الجهاز الخارجي مثل أجهزة الكمبيوتر أو الأطراف الروبوتية الخارجية. يتم فك تشفير هذه المعلومات بواسطة الأجهزة باستخدام طريقة فك التشفير العصبي. يتم بعد ذلك تحويل المعلومات التي تم فك تشفيرها إلى إجراء قابل للبرمجة مثل حركة الأطراف.
استخدامات هذه التقنية:
يمكن لهذه الشريحة تزويد المرضى بعدة مزايا كما يوضحها م. البطش ومنها:
استعادة وظائف الحركة ووظائف الذاكرة،حيث تمكن التقنية أداء الوظائف الأساسية مثل التحكم في تحركات المرضى من خلال أفكارهم باستخدام الأجهزة المحمولة.
ومن الفوائد الهامة لها علاج الاضطرابات العصبية حيث تمتلك هذه التقنية القدرة على تحسين نوعية الحياة بشكل كبير للأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل مرض باركنسون، ومرض الزهايمر، والصرع، والشلل الدماغي، والسكتة الدماغية.
ومن الفوائد الأخرى هي علاج العمى حيث تلعب واجهات الدماغ الدماغية أهمية كبيرة في علاج حالات عديدة عندما تكون القشرة البصرية للدماغ سليمة.كذلك مراقبة وعلاج اضطرابات الصحة العقلية–يمكن أن تساعد واجهات الدماغ والحاسوب في علاج الحالات النفسية، مثل الاضطراب ثنائي القطب، واضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب والقلق. يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في الوقاية من حالات المشاة مثل الإرهاق والتعب من خلال تقديم تحفيز كهربائي مستهدف إلى مناطق معينة من الدماغ باستخدام تقنيات الارتجاع العصبي.
المخاطر والتحديات المرتبطة بواجهة الدماغ والحاسوب:
يقول م. البطش: «رغم الترويج الكبير لهذه الشريحة لما تحمله من فوائد عظمى إلا أنه تحفها مخاطر عديدة ومنها مخاطر انهيار النقل العصبي الطبيعي،حيث يعمل النقل العصبي بين دماغنا وأجزاء الجسم مثل آلة منسقة بشكل جيد. ومع ذلك، هناك مخاطر انهيار شبكة النقل العصبية المنسقة جيدًا بسبب خلل في تقنية واجهة الدماغ والحاسوب.:'
ومن المخاوف الهامة ايضا هي المخاوف الأخلاقية، فتعاني هذه التقنية من تحديات أخلاقية مثل خصوصية البيانات المتعلقة بالصحة العقلية، وتهديد الهوية البشرية من خلال عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين البشر والآلات وإنشاء بشر خارقين يتمتعون بقدرة جمجمية معززة.
وتبقى مخاوف الامن السيبراني ايضا من سلبيات هذه التقنية كما يذكرها م. البطش حيث» يمكن ان تؤدي هذه التقنية الى حدوث اختراقات سيبرانية للبشر الذين يمتلكون هذه الشريحة في ادمغتهم، ويمكن ان تؤدي الى مخاطر عديدة مثل اختراق الخصوصية او التحكم والسيطرة على الأفكار والمعتقدات أو حتى التعدي على الخصوصية».