حين تنام قرير العين وفي نعمة الأمن والأمان، وحين ننعم في ربى الوطن بحماية العيون الساهرة، وحين نرقب الغد القادم لمواصلة العمل دون خوف وقلق وحسرة، نردد بأكثر من الشكر والحمد، نحاول ونجتهد دوما حماية الوطن من كل ما يحاك له من شر وسوء وفتن، ونصطف معا في وجه الحاقدين ونلقنهم الدروس في معنى محبة الأردن.
لا وألف لا لزعزعة الأمن الوطني ومحاولة العبث بمقدرات الوطن وإثارة ما يمكن أن يؤدي للفوضى وانتشار الرعب، وألف لا لمن يفكر مجرد التفكير في تعكير صفو المواطن والنيل من راحته وحريته.
للأمانة والحقيقة وبكل صراحة، تمتلك الأجهزة الأمنية في وطننا الحبيب قدرة فائقة وحرفية عالية في التعامل مع جميع الظروف لحماية الأردن وفي الجبهات كافة مما يتعرض له ويواجه من أذى وضرر، ويتحمل أفراد المؤسسة الأمنية الكثير من أجل سلامة وأمن الجميع ومن على الأرض الأردنية.
حين نرجع في أحيان عديدة مع ساعات الليل المتأخرة لسبب وسفر وزيارة، ونشاهد ونرقب تلك العيون الساهرة، تنفذ مهامهما بإنسانية وتفهم وحرص ويقظة، كمّ نشعر بالأمان، نرفع التحية لهم، نغادر ويبقون في مواقعهم، بواسل ونشامى وحماة أوفياء.
خلال خدمتي في الدولة وتعرفي على العديد من الأعزاء في الأجهزة الأمنية، كانت العلاقة الوثيقة مع كل مهمة تنتهي لتبدأ مهمة أخرى، نتركهم للراحة، فيما يتأهبون لمناوبة فأخرى وهكذا الحال وفي جميع الأوقات والمناسبات والأعياد والظروف الجوية في مناطق الاختصاص.
كم شهدنا من مسيرات ووقفات تضامنية مع الأهل في غزة وفلسطين، ولم نشهد سوى السيطرة والنظام والالتزام والدقة المتناهية في إدارة المهام بحرفية وبشتى أشكال التفاعل الإيجابي بين المواطن ورجل الأمن ؛لسبب جوهري وأساسي وهو العنوان الأصيل ؛ أمن الأردن هو رديف لفلسطين وحماية لها وهو صمام الأمان للشعب الواحد ولا يوجد من يزاود بالمواقف والشعارات على الأردن مهما كان.
يشهد للمدرسة الأردنية والمؤسسة الأمنية قدرتها على الإحاطة والسيطرة والتعامل مع الظروف كافة بتوازن وحكمة وصبر، ولنتصور معا ونحن في ظل ظروف موسم الشتاء ومنذ ساعات الصباح الباكر وحتى الليل وطوال أوقات المناوبات للأجهزة الأمنية وقوات الجيش العربي في مواقع المسؤولية والجبهات الداخلية وعلى الحدود وحجم السهر والتعب والتحمل المبذول في سبيل توفير الأمن للجميع.
ويشهد أيضا للأجهزة في مؤسسات الدولة من الدفاع المدني والبحث الجنائي والأمن الوقائي وسائر مرتبات الواجب في الميدان القدرة الفائقة على التعامل مع المستجدات ومتطلبات المحافظة على الوطن وحمايته من المخاطر والمؤامرات والمخططات بحرص وحزم واقتدار.
حماية الوطن واجب الجميع ولكل دور في مساندة الأجهزة الأمنية والقادرة على ملاحقة ومتابعة وضبط وانسجام وانتماء، لكل دور في عدم الانسياق وراء الانفعال ونشر الأخبار غير الدقيقة وتداول الإشاعات.
جميعا سواء في حماية الوطن من الفتنة والإساءة والسوء والتسرع والفوضى، وكم من مرة أشرنا فيها إلى أهمية الالتزام حين التعبير عن المشاعر والعواطف والتقيد بما يطلبه مسؤول الأمن عند إقامة وتنفيذ نشاط وفعالية ومهرجان.
لا لزعزعة الأمن الوطني وبأي شكل وأسلوب وصورة وفي أي موقع في الوطن العزيز والغالي، ولا أبدا للفوضى والاعتداء على الحقوق العامة والممتلكات الخاصة وعدم التقيد التام بالنظام العام.
لا يوجد مبرر وحجة للإساءة للوطن والاستهتار بالدولة والعبث بالأمن والنظام وإثارة المشاكل والفوضى؛ حماية الوطن مسؤوليتنا جميعا، كل من موقعه وحسه وتصرفه والتزامه وإيمانه وحرصه، هذا الوطن عزيز وغال، علينا حمايته بما يستحق ويليق، لا وألف لا لزعزعة أمن واستقرار بلدنا الحبيب.
fawazyan@hotmail.co.uk