تبحث إسرائيل منذ تأسيسها عن تحقيق نصر حاسم على الشعب الفلسطيني والامة العربية يقضي على الارادة الفلسطينية والعربية المتمثلة بالتمسك بالحق الفلسطيني بوطنه التاريخي في فلسطين المحتلة وانتمائه القومي للامة العربية وعقيدته الاسلامية.
ومنذ اكثر من مئة عام على اقامة دولة إسرائيل على ارض فلسطين، دأبت الدولة العبرية على استخدام القوة العسكرية والقتل، لارهاب الشعب الفلسطينى وسلب ارادته، ووضعه امام خيارات صعبة رفض ان يخضع لها عبر الاجيال الفلسطينة، بالإضافة إلى محاولات إجباره على التخلي عن وطنه التاريخيّ في ارض فلسطين والقدس دون جدوى، و اصطدمت تلك المحاولات بحاجز الصد الفلسطيني الذي لم ولن يتراجع عن حقه في وطنه وأرضه.
لقد حشدت إسرائيل منذ تأسيسها دعما دوليا لوجستيا وماليا وعسكريا غير مسبوق لاسباب عديدة تتعلق بالمسألة العالمية لليهود، اهمها على الإطلاق الاستجابة للنفوذ اليهودي المالي والإعلامي «كعائله روتشيلد» الذي سيطر على مراكز النفوذ وصنع القرار والانتخابات خاصة في الدول العظمى في العالم وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدورها وظفت نفوذها وحتى الان على القرار الرسمي العربي والفلسطيني، سياسيا واقتصاديا لصالح الدولة العبرية وامنها المستقبلي دون جدوى مقنعة للشعوب العربية والشعب الفلسطيني.
العدوانية الاسرائيلية على الشعب صاحب الارض والوطن الفلسطيني تكررت بشكل دوري عشرات المرات من المواجهات، اهمها الانتفاضة الفلسطينية عام ١٩٨٧ والتي أخضعت إسرائيل للاعتراف بالفلسطينيين وبمنظمة التحرير الفلسطينية التي أستعادت وجودها على الارض الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة ضمن ما عرف باتفاقيات أوسلو.
لقد جاءت حرب ٧/أكتوبر ٢٠٢٣ من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة لتغيير كل المعادلات والاحتمالات والتصورات لليمن المتطرف الصهيوني لمستقبل القضية الفلسطينية، وحققت المقاومة في حرب غزة حتى هذه اللحظة هزيمة مدوية لليمين الاسرائيلي المتطرف في الداخل الإسرائيلي وعلى المستوى الدولي ايضا، و سنرى تداعياته خلال العام الحالي ٢٠٢٤.
الرؤية الحكيمة التي كان الملك عبدالله قد انفرد بها بالتشخيص الحقيقي والموضوعي لواقع ومستقبل الحال، هو الذي تحقق على ارض الواقع، وبرغم تكرار تحذيرات الملك عبدالله من الانفجار للأوضاع الفلسطينية جراء الممارسات والحصار والاعتداءات على الفلسطينيين والاقتحامات للمسجد الأقصى و كان من نتائج هذه التحذيرات واخرها حرب طوفان الأقصى، في الوقت الذي كانت إسرائيل والولايات المتحده وبعض القيادات العربية تتجاهل تلك التحذيرات الملكية.
والاهم في تحذيرات الملك هو ما كان قبل هذه الحرب بعدم تجاوز الفلسطينيين والقفز فوق قضيتهم بشكل لا يحقق آمال وحقوق الشعب الفلسطينى، لان ذلك يشكل خطورة كبيرة ستبقى قنبلة موقوته في اي لحظة، إذا ما تم التجاهل ولو جزئيا للفلسطينيين، ومازال الملك يحذر ويواجه العنجهية العسكرية الاسرائيلية حتى اليوم، ويحشد المواقف الدولية الضاغطة على إسرائيل لوقف الحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، واصبح المجتمع الدولى اكثر استجابةً لرؤية الملك عبدالله.
إسرائيل لم تحقق نصرا على إرادة الشعب الفلسطيني والأردني منذ انشئت قبل اكثر من مئة عام وحتى اليوم، ولن تحقق في المستقبل اي انتصار بالرغم من احتلالها الغاشم للأراضي الفلسطينية لانه مجرد احتلال بالقوة العسكرية لم يعترف به المجتمع الدولي، وكذلك معظم القيادات الإسرائيلية الموضوعية والأقرب إلى الحلول السياسية الوسطية، والذين ستتيح لهم نتائج حرب اوكتوبر فرصة تولي زمام الحكم والقيادة في إسرائيل وإنقاذها ومنطقة الشرق الأوسط، من مصير مدمر يدفعه اليها اليمينيون المتطرفون من الصهاينة.
Rzareer@hotmail.com