كتاب

علاقات الأردن المتوازنة مع الجميع

تمثل مشاعر المواساة والعزاء الأردنية مع شعب ودولة وحكومة وعائلة آل الصباح بوفاة أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، علامة مميزة للدولة الأردنية وعلاقاتها المتوازنة والطيبة مع الجميع، سواء الدول العربية والعالمية موثقة بالاحترام والتقدير المتبادل والبعد الاستراتيجي الوطيد.

يحرص الأردن من خلال سياسته المتوازنة على بناء جسور الثقة والتعاون والانسجام مع الجميع، ولعل دولة الكويت الشقيقة تمثل للأردن خير علاقة دامت لسنوات وعهود من التعاون المشترك والتبادل الثقافي والحضاري والتربوي والتعليمي والمجالات الحيوية الأخرى بروابط أخوية متينة عززتها رؤية وقيادة البلدين الثاقبة ومساهمة الشعبين في مسيرة الازدهار والتقدم وعلى مدى العقود الماضية.

خدمة البلاد والأمة وإرساء قواعد الحكم الرشيد والديموقراطية المسؤولة والانفتاح وحرية التعبير قواسم يشترك الأردن من خلالها مع العديد من النماذج المتقدمة في إدارة الأزمات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

النموذج الأردني الكويتي يحتذى به، ويصنف في مقدمة العلاقات الاستراتيجية والشراكة الوطيدة على مستوى قيادة البلدين والحكومات والشعبين والأواصر العائلية والأسرية بين العديد من العائلات الأردنية والكويتية.

لعل موقع الأردن ضمن إقليم دائم النشاط والحركة والتفاعل والاندماج والتأثر والتأثير، يمنحه مضمون ذلك القدرة على التوازن والحكمة وبعد النظر للأمور والمعادلات والمصالح المشتركة على أساس واضح وثابت وسليم من حسن الجوار والمعاملة الطيبة وفي حالات عديدة التسامح وفتح صفحات جديدة من العمل والبناء والتقدم.

يسجل للأردن ومن خلال علاقاته الطيبة والمتوزانة مع الجميع، الاستقرار والأمن والأمان الذي يتمتع به، ويثبت له أيضا مواقفه من مجمل القضايا والملفات الشائكة في المنطقة والعالم وقدرته على الاستجابة للظروف والمستجدات والأعباء الإضافية وفي المجالات كافة.

ليس من السهل التمتع بصفات الثبات والمواجهة للتحديات كافة والتي لم يتخل الأردن من خلالها عن دوره في الدفاع عن أمته والوفاء بالتزاماته الوطنية والعربية والقومية تجاه الأشقاء وشعوب العالم ومد يد العون والمساعدة ضمن إمكانياته وموارده المتاحة.

نسأل كثيرا: لماذا ندافع عن الأردن بهذا القدر الكبير، ونجيب بثقة وأمل ورجاء لأنه المثال والنموذج من الوعي الشامل لما يدور ويحدث ويتفاعل وينتج من تحديات وأخطار تحدق بالجميع إذا لم يتم التصرف بخصوصها بحكمة ورشد وتوازن.

ليس الدفاع عن الأردن نفاقا وبحثا عن منافع واستفادة؛ خدمة الأردن واجب نتشرف ونعتز به على مدى العمر والوظيفة العامة والانتماء لكل رمز ومعنى رسمناه مع قيادتنا وأجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي ومؤسساتنا الوطنية ومع زهرة الشباب التي قدمناها للأردن على مدى الأجيال فداء ووفاء واخلاصا منقطع النظير.

عن الأردن نكتب ونتحدث وننتمي وندافع ونمضي قدما في سبيل أن يبقى الأردن الغالي والعزيز واحة يستظل في رحابها الأردنيون الشرفاء والمخلصون للعهد والوعد مع راية الهاشميين القادرين دوما على إدارة الدولة الأردنية بحكمة لا مثيل لها.

عن النعمة الأردنية نعي ما نقول دون مزايدة، وعن الرشد السليم نستشهد بعمر الدولة والتي لم تكن في يوم من الأوقات العصيبة دموية أبدا، كانت مشرعة دوما لتضميد ومعالجة الجراح والنظر لما هو أبعد من الحلول المؤقتة، والتطلع والمضي إلى مستقبل واعد.

وعما يحاك ويدبر للأردن نوجه الانتباه وندعو المولى جلت قدرته أن يحفظه من كل سوء وشر وظلم ومؤامرة؛ مواقف الأردن لا تروق للكثير من حولنا، ولكن ذلك لن يجدي نفعا في اضعاف الأردن وسيبقى قويا ما زال في نفس الأردني نبض في العروق.

هو الأردن المتوازن في مواقفه وشؤونه وردود فعله، وهو صمام الأمان للجميع ولا محالة.

fawazyan@hotmail.co.uk