خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

صرخات ملكية مدوية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري

ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني، كلمة في المنتدى العالمي للاجئين، الذي يعقده الأردن بالشراكة مع كولومبيا وفرنسا واليابان وأوغندا، وتستضيفه حكومة سويسرا بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأطلق من خلالها صرخات مدوية، نستعرضها بشكل مفصل للأهمية ؛ فجلالته يعني ما يقول ويشير وخصوصا عندما يتحدث عن الأردن.

كعادته يستهل جلالته كلمته بالشكر للدولة المستضيفة (سويسرا) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والدول الشريكة للأردن لعقد المنتدى العالمي للاجئين ويباشر الحديث عن قضية يعرفها ويرويها الأردن عن قرب، حيث ما زال يستضيف ما يقارب (4) ملايين لاجئ من جنسيات مختلفة، بما في ذلك حوالي (1.4) مليون سوري يمثل اللاجئون بالمجمل أكثر من ثلث سكان الأردن والبالغ عددهم نحو (11) مليون نسمة.

الصرخة الأولى تمثلت في شعور الاردنيين وبشكل متزايد بأن العالم يدير ظهره لهم، ويتجاهل جهودهم كمستضيفين للاجئين مقابل التزام الأردن التام بمنح الملاذ الأمن لهم وذلك جزء لا يتجزأ من المبادىء الوطنية الأردنية فلا يمكن للأردن أن يدير ظهره لهم وذلك يتنافى مع صميم هوية الأردن العروبية، فبينما تتزاحم الأزمات الخطيرة لتستحوذ على الاهتمام الدولي، يتراجع التركيز على محنة اللاجئين والبلدان المستضيفة لهم، إلا أن المجتمع الدولي لا يملك ترف تجاهل قضية اللاجئين بأي شكل من الأشكال والتي طرحها جلالته قبل أشهر فائتة وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وحث العالم حينذاك على عدم نسيان اللاجئين السوريين.

الصرخة الثانية أطلقها جلالته في منتدى سويسرا حين أشار «والآن، بينما نجتمع نجد أنفسنا نتعامل مع أزمة نزوح أخرى في المنطقة، فقد اضطر أكثر من (1.9) مليون فلسطيني في غزة، والكثير منهم يعد من اللاجئين، إلى الفرار من منازلهم داخل القطاع وسط حملة قصف متواصلة، ومع توجه كل الأنظار نحو غزة، يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أكثر من أي وقت مضى أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة، وأن الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية على المدى الطويل».

لهذا جاءت الصرخة الثالثة لتؤكد على دور الأردن وضغطه باتجاه استجابة إنسانية أكثر تنسيقا في غزة، ونقدم الدعم للأشقاء الفلسطينيين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بكل الطرق الممكنة، حيث ما يزال الأردن يتحمل التكاليف والأعباء الثقيلة الناجمة عن ذلك وقدم جلالته توضيحا مفصلا لذلك حيث يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في (الأونروا) في الأردن(2.3) مليون لاجئ، بالإضافة إلى أكثر من (730) ألفا آخرين مسجلين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهناك حوالي مليون لاجئ آخر غير مسجل في أي من الوكالتين.

الصرخة الرابعة تمثلت في دور الشركاء الدوليين الحيوي في التعامل مع اللاجئين وخصوصا خطة الاستجابة للازمة السورية، والتي لم يسبق تمويلها بشكل كامل على الإطلاق، والواقع أن التمويل الدولي اللازم للوفاء بالتعهدات، في انخفاض مضطرد، وحتى الآن، لم نتلق هذا العام سوى حوالي 22 بالمئة من احتياجات خطة الاستجابة، وهو أدنى مستوى على الإطلاق ولهذا يتم تغطية ما تبقى من الاحتياجات من خلال الموازنة العامة للأردن، الأمر الذي فاقم تحدي النفقات وتسبب بضغوط إضافية على مواردنا المستنزفة، خاصة المياه، في الوقت الذي نعمل فيه جاهدين للتعامل مع التبعات المزدوجة لأزمة اللجوء والتغير المناخي،

في بلد تعد حصة الفرد فيه من المياه من أقل الحصص على مستوى العالم، أصبحت تلبية احتياجات المياه للمواطنين واللاجئين تحديا خطيرا. ويهدف أحد المشاريع الكبرى الذي نأمل أن يخفف من هذه الحالة الطارئة إلى تحلية مياه البحر الأحمر من خليج العقبة، ليتم تزويدها إلى المراكز السكانية الرئيسة.

الصرخة الخامسة أشارت إلى التزام الأردن الأخلاقي لتوفير التعليم للاجئين في مدارسه وتقديم الخدمات الطبية لهم في مستشفياتنا، وتمكينهم من الوصول إلى الفرص لكسب معيشتهم، على الرغم توفر التمويل الكافي وفي ظل غياب الالتزامات بعيدة المدى في التمويل الدولي المرن، وكذلك الانخفاض الحاد في تمويل وكالات رئيسة كبرنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يؤثر سلبا على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين، بما في ذلك المساعدات النقدية والتعليم والرعاية الصحية. فبعد تقليص الدعم المقدم من برنامج الأغذية العالمي هذا العام للاجئين المعرضين للخطر، أصبح التراجع في الأمن الغذائي والاعتماد على الذات حقيقة مرة للغالبية العظمى منهم، إذ يعاني 91 بالمئة منهم من انعدام الأمن الغذائي، مقارنة بـما نسبته 63 بالمئة قبل تقليص الدعم.

تمثلت الصرخة السادسة في الإشارة إلى الإلتزام طويل المدى الذي تتحمله الدول المستضيفة نيابة عن المجتمع الدولي تجاه قضايا اللاجئين وبنفس القدر، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يلجأ للحلول قصيرة المدى وأن يتجاهل هذه الأزمة ليمضي إلى التعامل مع الأزمة التي تليها.

اختتم جلالته حديثه بصرخة سابعة تمثلت في التنبيه والتحذير من مخاطر ترك جيل ضائع وراءنا، دون السعي قدما لإحراز تقدم في الوصول إلى حل لأزمة اللجوء المتجددة والمستمرة بالتوسع، ونشوء أزمات لجوء جديدة، وتضاءل الاهتمام بالحل الجذري؛ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يزدهر إذا ما أدار ظهره للفئات الأكثر ضعفا، لا يمكن.

صرخات مدوية أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله ورعاه–ومن المرجو أن تجد لها الصدى المؤثر تجاه قضية اللاجئين العادلة.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF