في الوقت الذي تحرك فيه الطاقم الأردني وتجهيزاته، من أجل تعزيز وسائل الأسعاف والعلاج في فلسطين، أثر العدوان الغاشم على الأطفال والنساء والمسنين، من الأهل العزل في قطاع غزة والضفة الغربية... نهض الأردن ملكاً قائداً وشعباً مثابراً لنجدة الأخوة هناك في فلسطين الشقيقة الغالية والجارة التوأم، وخاصة من خلال المستشفى الميداني الأردني، الذي سرعان ما انتظم هناك، واستعد تمام الأستعداد لأستقبال الحالات والتعامل معها، هذا إلى جانب مما حملت الكوادر معها من مواد تموينية وغذائية ودوائية وادوات معيشية ومتنوعة، حتى لا تتعطل الحياة، وحتى لا تذوي الروح المتوهجة، ولا يتوقف العطاء الخير، تجاه الأشقاء هناك، وهم يتفاجأون بالقصف من كل جانب، ويواجهون العدوان من كل زاوية.
لقد زاد من فاعلية هذه المبادرة الأردنية الإنسانية النبيلة، ومن أداء هذا الواجب الوطني نحو الأخوة في غزة، وتجاه الأبطال الصامدين، في كل مدينة وقرية، وفي كل رابية أو منعطف، على امتداد القطاع الصامد الباسل، وعلى طول الساحل الفلسطيني الممتد هناك.
وتجلي الحرص الهاشمي المستمر، في الاتصال الهاتفي، الذي بادر به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، عند أوج الأزمة الخانقة، وفي عز ظهيرة العدوان الغاشم، مع الفريق الأردني المتكامل بتخصصاته والمتنوع بمجالاته، والمنغمس في قضايا الشعب الفلسطيني في منطقة غزة، حتى يرأب الصدع، وحتى يقوي العزيمة، ويؤكد الأصرار على الصمود أولاً، ومع الأنتاج ثانياً، وعلى المضي قدما، لبناء المجتمع الفلسطيني الجديد، إنساناً معطاء وعمراناً شامخاً ومستقبلاً آمنا.
إن هذه المبادرة الأردنية ليست موقفاً مؤقتاً، أو لفتة خاطفة، أو مجاملة عابرة، بل هي تأكيد للالتزام الدائم، وتجديد للرغبة الأكيدة، التي تعبر عما يجيش في نفس جلالة الملك القائد، تجاه العرب كل العرب عامة، وتجاه فلسطين وأهلها داخلها وخارجها خاصة، وهو ما امتد إلى نفس كل أردني، وإلى قلب كل أردنية،وفي مشاعر كل الأجيال، وهم يتابعون بجدية وعمق، وفي كل ساعة ودقيقة، وبكل إعجاب واكبار، ذلك الصمود المشرف، وتلك العزيمة القوية، التي يتحلى بها اشقاؤنا المثابرون الصادقون، عبر النهر المقدس، نهر الأردن، في مختلف المدن والقرى الفلسطينية، وعلى روابيها الشامخة، وأوديتها العميقة، وسهولها الممتدة، وهي تؤكد الحق الفلسطيني وتشدد على التصميم الأردني، على دعم هذا الحق، وعلى المضي في هذه المسيرة.
dfaisal77@hotmail.com