لا يخفى على المتابع لواقعنا اليوم انتشار كثير من الأفكار الخبيثة والدعايات المغرضة التي تعصف بأمن الوطن واستقراره، مما يحتاج إلى موقف تنطلق من الفكر المستقيم والوطنية الصادقة من غير إفراط ولا تفريط ولا انحراف لا اعوجاج؛ وذلك حرصاً منا على أمن الوطن وسلامته، وحمايته من الأخطار الداخلية والخارجية.
وقد حفل الوطن بالكثير من المواقف المؤثرة التي تظهر اهتماما بالغا بحقوق المواطنة وحمايتها من عوامل الانجراف والشبهات التي تعصف بسلامة المواطن وأمنه واستقراره، خاصة عند وقوع الأزمات ومواجهة الأفكار المضللة، وقد جاء هذا المقال ليكشف عن أبرز جوانب هذه المسؤولية الوطنية، وبيان أصولها، وتأييدها بالحجج والبراهين والأدلة؛ ليكون آمناً لشبابنا من الأفكار المحرفة التي باتت تعمل بجميع الوسائل والادوات الاعلامية على اجتيال حصن وطنهم، واغتيال وطنيتهم، وتجنيدهم في تحقيق الأهداف المشبوه للأعداء وأهل الأهواء؛ لذا ينبغي أن ?كون على أعلى درجة عالية من الوعي والمسؤولية بين حب الوطن والانتماء إلى الأمة العربية، وأن من حق الوطن على أهله؛ المشاركة في المحافظة على استقراره وتقويته، والحفاظ عليه والسعي في نجاته، والإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته، والتصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن.
الإنسان بطبيعته الاصيلة يـألف أرضـه وناسه علـى مـا عليها، ولـو كانـت قفـراً، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفس، تجعل الإنسان يـستريح إلى البقـاء فيـه، ويحـن إليـه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له عند الشدائد، والمحافظـة علـيه تقتـضي حمايته مـن كـل اعتـداء عليهـا حـسيا كـان أو معنوياً، وعلـى كـل أمـر يتعلـق بالكرامـة الإنـسانية، وغـير ذلـك ممـا يتطلب مـن مقومـات الحياة الكريمة الحرة التي تزاول نشاطها في دائرة التعبير عن الرأي بحرية ومسؤولية ومـن غـير اعتـداء.
