من المتوقع أن يصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عمان اليوم، وأن يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي سيستمع منه الرئيس إلى تقييم جلالته لما وصل اليه حال المنطقة، بعد الزلزال العسكري الذي أطلقته حركة حماس من غزة واندلاع حرب غير مسبوقة مع إسرائيل بتداعياتها وضحاياها من المدنيين الابرياء وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
زيارة الرئيس الاميركي ذات طابع استراتيجي الى دولة إسرائيل التي تعاني جميع مكوناتها الاجتماعية والسياسية من كارثة وصدمة عسكرية وعاطفية لم تشهدها منذ تأسيس الدولة العبرية عام ١٩٤٧.
الملك عبدالله الثاني الذي كان أول زعماء العالم بالتحرك بجهود دؤوبة لاحتواء تداعيات هذه الحرب على المنطقة وشعوبها والعالم، حيث يقود دبلوماسية عربية ودولية و التقى خلال الايام الاخيرة زعماء بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وهي أهم الدول اللاعبة والمؤثرة في مستقبل الحرب ومنطقة الشرق الاوسط..
الملك عبدالله الثاني هو صوت المنطق والاعتدال في المنطقة، هكذا صرح رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، وكذلك كل قادة العالم، الذين ادركوا اليوم، حجم الأخطار والكوارث التي تهدد امن واستقرار المنطقة العربية والاقليمية والعالم، اذا لم تفرض القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية سلاما عادلا للقضية الفلسطينية القائم على حل الدولتين، والمحافظة على الوضع القائم في القدس الشريف ومقدساتها الاسلامية والمسيحية برعاية الملك الهاشمية.
زيارة الرئيس الاميركي بالرغم من أنها تحمل طابع التضامن مع إسرائيل،
إلا أن لها ابعادا اخرى ايجابية على دفع الجهود الامريكية والدولية للتحرك سريعا نحو
كبح جماح العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس.
وتجنيب المدنيين الفلسطينيين من الاستهداف الاسرائيلي، وفك الحصار اللانساني والظالم على شعب غزة، و توفير وإيصال الإغاثة الإنسانية للنازحين والمكلومين، وفتح المعابر لخروج الجاليات من غزة وتسهيل سبل وسلامة عودتهم الى بلادهم بما فيهم مواطنون امريكيون.
إن من أهم مؤثرات الزيارة دعم صوت الاعتدال والحق في المنطقة المتمثل بشكل اساسي بجهود جلالة الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد وسيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا الى قمة اقليمية ودولية تبحث مستقبل القضية الفلسطينية، من المؤمل ان تكون لقاءات بايدن في عمان قبل لقاءاته قادة إسرائيل الخطوة الرئيسية الاولى للجم الكارثة، وعدم توسيع دائرة الحرب التي تتمناها بعض دول الاقليم التي تتربص شر المنون بالعرب والفلسطينيين بما فيهم حركة المقاومة الفلسطينية.
على المقاومة اليوم وقادة فلسطين والعرب جميعاً إدراك ما لم يتم ادراكه حتى الان، مما يبيت لهم بالجهر والخفاء، ويدفع ثمن ذلك اطفال وشباب ونساء فلسطين، عليهم مراجعة ما يؤكده ويركز عليه الملك عبدالله الثاني لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني الصابر المرابط.
Rzareer@hotmail.com