منذ فجر يوم السبت الماضي ومع تلاحق الأحداث والتصعيد ومع الكم الهائل من عمليات المقاومة والغارات الإسرائيلية، لا بد من الاستفهام المطلق من حصيلة التصعيد، جنبا إلى جنب مع الكم الهائل والضخم من التحليلات المرافقة والمعلومات والتسريبات والكثير من المقابلات ومقاطع الفيديو والتصريحات والآراء والبيانات والأخبار الميدانية وكأن كل ما يحدث متاحا للجميع والعموم والعالم.
منذ البداية انفرد الأردن بقراءة المشهد والتركيز بضرورة عدم تجاهل الفلسطينيين في محاولات البحث عن السلام في المنطقة وأهمية إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعدم المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتي هي ميثاق أخلاقي قبل أن يكون عهد وأمانة يتحملها الهاشميون بشرف وفخر.
ضمن نطاق التصعيد الدائر حاليا، لا يمكن مع هذا التسارع الكبير وإظهار الكم الهائل من المعلومات من جانب المقاومة وإظهار الكثير من الأسرار، مقابل الاستعطاف الإسرائيلي للعالم وكسب جانب الإعلام الدولي إلى جانب الدعم والإمداد الأمريكي والأوروبي السريع، لا يمكن التنبؤ بما سوف تؤول إليه مقدرات الأمور وللأطراف كافة وتلك المجاورة والأبعد جغرافيا والأقرب إلى دائرة الحدث وبالتأثير سواء من قبل إيران، تركيا، روسيا وبعض الدول ذات البعد الاستراتيجي سواء مصر ولبنان وسوريا وبالطبع الأردن الأقرب إلى الجميع والقادر على التعامل?مع الأحداث باتزان وحكمة شهد الجميع له بذلك وعلى مر المراحل التاريخية والتي عصفت بالمنطقة على مدار العقود الماضية.
لن تكون الحصيلة ربحا وخسارة، على الرغم من قوافل الشهداء والجرحى والمصابين وسائر الأضرار المادية والمعنوية في غزة من جانب، والخسائر الإسرائيلية من جانب لآخر والحصيلة الأخرى من انكشاف العديد من الأسرار لدى الجانب الفلسطيني وحركة حماس، والثغرات الإسرائيلية على المستوى الأمني والعسكري.
حصيلة التصعيد سوف تظهر الإمداد الأمريكي والتدخل السريع وربما الضغط الدولي والانحياز تجاه الجانب الإسرائيلي والدفاع عنه وتوفير التعويض المناسب وعدم النظر بعين التعاطف مع الجانب الفلسطيني وبشكل إنساني على أقل تقدير.
الإطاحة بحكومة نتنياهو، الانتقام من حركة حماس، المضي قدما في عملية التطبيع، إعادة المعادلات والتوازنات في الشرق الأوسط، والعديد من التحليلات والقراءات ولنقل التنبؤات السياسية ومن مصادر مطلعة كما يروج لذلك، هل سوف تشكل حصيلة من جراء التصعيد والذي لم يأت هكذا فجأة ودون سابق إنذار وتمهيد.
لا يمكن الاعتماد على الكم الهائل من الإعلام المساند من وسائل التواصل الاجتماعي والذي تجاوز في السرعة معدلات القصف الجوي والصاروخي والانشغال على مدار الساعة لمجريات التصعيد، ولا يمكن أيضا إغفال الاستفادة الإسرائيلية من مضمون ذلك، على الرغم من الخسائر التي لحقت بها جراء ذلك.
ومن جانب آخر، كيف يمكن النظر للأهداف التي حققتها المقاومة الفلسطينية والمكاسب التي سوف تنالها نتيجة التصعيد والكشف عن العديد من الأوراق لديها للضغط والمفاوضة وتحقيق النتائج؟
مهما طالت فترة التصعيد، سوف تفضي إلى مرحلة وربما محطات سياسية محيرة للعالم والمتابع للأحداث بعيدا عن أرض الواقع وضريبته من النتائج والمعطيات والمحصلات دون عواطف.
انتظار الحصيلة، سوف يكون ثمنه من دم الشعب الفلسطيني على أقل تقدير وتلك نتيجة لا شك فيها فيما يبدو من عدم اكتراث العالم بما يجري لإبادة بشرية وحرب لا هوادة فيها ولا رحمة.
[email protected]