كتاب

الملكة رانيا.. الأردن والسلام

تألقت جلالة الملكة رانيا العبدالله كعادتها دائمًا بخطابها المشارك والمؤثر عن دور وجهود الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني والمغفور له الملك الحسين بن طلال لإحلال السلام «المستعصي» في منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال مشاركتها في واحد من أهم المنابر الدولية للشباب، وهو قمة «عالم شاب واحد»، الذي يعتبر من أهم المنصات الدولية التي تشجع الشباب من مختلف انحاء العالم للمشاركات الدولية رفيعة المستوى، الذي عقد دورته الحالية في المملكة المتحدة بمدينة بلفاست.

جلالتها أكدت على الإرادة القوية والصلبة لجلالة الملك عبدالله الثاني على مواصلة طريق السلام الصعب، رغم الرياح المعاكسة القوية التي تقف في وجه السلام، وجهود جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال لإحلال السلام في الشرق الأوسط حتى آخر لحظات حياته, التي كرسها للسلام والأجيال القادمة، واستذكرت قوله في قمة واي ريفر للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في الولايات المتحدة حيث قال رحمه الله «إن لم أمتلك إلا ذرة واحدة من القوة، كنت سأبذل كل ما في وسعي لأكون هنا واساعد قدر استطاعتي»، تلك هي عظمة الحسين وإيمانه العميق بالسلام، وفي نفس الوقت الذي كان يحارب فيه على جبهة اخرى وهو مرض السرطان.. حيث سلم الراية بنفس العظمة والإرادة والإيمان إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب مشروع السلام المشرف في الشرق الأوسط، وحامل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف المحتلة، وصاحب اللاءات الثلاث التي ترتكز عليها عملية السلام المشرف والدائم في المنطقة.

إن موقف الملك عبدالله الثاني للسلام يحظى بأقوى إجماع دولي، و هو يكرس حقوق الشعب الفلسطيني وعدم تجاوز الفلسطينيين من قبل إسرائيل في أي سلام ثنائي آخر.

ليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً يحظى بتأييد جزءا كبيرًا من الرأي العام الإسرائيلي في إسرائيل نفسها، وكذلك بتأييد واسع في الأوساط والمنظمات اليهودية في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأوروبا.

لقد حان الوقت وكما قالت الملكة رانيا في خطابها «أن يعج ذلك المسار بالاخرين.. وأن يخرج القادة في كل مكان من تقاعسهم، ينهمكوا بالعمل اللازم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وحول العالم».

وحذرت الملكة من الحال الذي وصلت إليه عملية السلام «وأنه بعد ٢٥ عاماً على قمة وأي ريفر أصبح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمراً مجردًا يفضل الكثيرون نسيانه».

إن الخطورة لهذا الحال والنسيان المتعمد الذي أشارت إليه الملكة، لن تنعكس فقط على الفلسطينيين والأردنيين، بل ستنعكس بكل سلبياتها وآثارها على كل منطقة الشرق الأوسط ومعظم دول العالم، إذا لم يتدارك القادة المعنيون هذا الحال في الوقت المناسب، والذي بات اليوم في أضيق ما يكون من الفرص المتاحة.

وتذكر الملكة رانيا «من المفارقات أن اولئك الأكثر تضررًا من الصراعات هم النساء والشباب، الذين يعانون من ويلاتها بشكل يومي، غيبوا تاريخيًا عن محادثات السلام، على الرغم من امتلاكهم الحافز الأكبر لإيجاد تسويات مبتكرة يتطلبها السلام الحقيقي».

إن الشعب الفلسطيني كان وما زال الأكثر تضرراً في دفع فاتورة الصراع مع إسرائيل، وأن النساء والأطفال والشباب الفلسطيني الأكثر معاناة من الويلات اليومية جراء الاحتلال وبطشه وآلته العسكرية المدمرة للقيم الإنسانية. لقد آن الأوان لأن يكون الشباب مشاركًا حقيقياً وفاعلاً في رسم مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.

إن مخاطبة الملكة رانيا لاكثر من ألفي مشارك في المؤتمر من أكثر من ١٩٠ دولة في العالم واكثر من ٢٥٠ منظمة عالمية بلغة العصر ورؤية ايجابية للعالم والسلام، تتعدى المشاركين الى المجتمعات الشبابية في جميع انحاء العالم وتحفزهم على ايجابية التفكير والعمل من أجل السلام الحقيقي الذي تحتاجه البشرية في العالم المعاصر، وخاصة منطقتنا في الشرق الأوسط.

دعونا نحن الأردنيين والفلسطينيين والعروبية

نحيي عظمة الملكة رانيا العبدالله.

Rzareer@hotmail.com