كتاب

تعديل وزاري

رجل الدولة تطلق عادة على من يكون سياسياً، دبلوماسياً أو غيره من الشخصيات العامة البارزة أصحاب الحياة المهنية الطويلة والمحترمة على الصعيد الوطني، والإقليمي، والدولي.

لقد أدى تطوير التكنولوجيا وشبكات الاتصالات إلى تغيير عميق في المواصفات المطلوبة لرجل الدولة،

وقد جاء هذا المقال متزامنا مع التعديل الوزاري الجديد للحكومة الذي كان أهم ما يميز ملامحه انضمام شخصيات وطنية، وجعل للمرأة حضوراً مرضياً، وهذا خطوة إيجابية لصالح التعديل الوزاري السابع على حكومة الدكتور بشر الخصاونة

أقول هذا الكلام مع تأكيد قوي بأن الكفاءة أهم من أي اعتبارات أخرى. المهم أن يكون من يديرون الحكومة لديهم القدرة على التفاوض والإقناع، وحماية حقوق المواطنين، وجمع وتحليل المعلومات الدقيقة في السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

والأهم أن يتمتع القادة السياسيون بالنزاهة، وقوة القيم الإنسانية والاجتماعية، والتصرف باستمرار بما يحقق مصلحة الوطن، من خلال المساهمة الفاعلة في تحسين المجتمع ككل.

إضافة إلى البراعة في بناء العلاقات وحل النزاعات وإيجاد أرضية مشتركة بين أصحاب المصالح المتضاربة، من خلال التواصل بشكل فعال وسد الفجوات التي تعيق التنمية.

إن الحكمة والخبرة السياسية، هي الأساس الذي تبنى عليه آليات عمل الحكومة، والسياسي يجب أن يكون على دراية بالأنظمة السياسية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، حتى يتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة، كما يجب أن يتمتع بمستوى عال من الاحترام والتقدير الوطني، ويجب أن يمتلك مهارات التفكير الاستراتيجي، ويكون قادر على تحليل القضايا المعقدة وتوقع العواقب وصياغة الحلول الفعالة.

إن قرارات الحكومة قد يكون لها تأثيرات طويلة المدى، تحقق تقدما في الأهداف العامة، وقد تكون أحيانا صعبة وتتطلب الكثير من التضحيات، لضمان المرور بالمراحل الانتقالية في الإصلاح الإداري والاقتصادي والسياسي.

ودائما الأولوية يجب أن تكون للصالح العام والذي هو فوق المكاسب الفردية، وقد يواجه من يتخذ القرارات الصعوبات وعليه أن يتحمل التضحيات الشخصية.

إن الوصول للحكم العادل والمتوازن، يحتاج الحكمة والتفكير فيما وراء المصالح قصيرة المدى والتركيز على الأهداف طويلة المدى، ووجود رؤية واضحة لمستقبل البلد. وقدرة على اتخاذ قرارات تعود بالنفع على الوطن والمواطن.

العالم يتجه اليوم نحو نشر المبادئ الديمقراطية، ومن المهم تبني القيم الديمقراطية واحترام سيادة القانون. وحماية الحقوق والحريات الفردية.

وأخيرا المواطن الأردني يتطلع بأمل نحو القادم الأفضل الذي ذكره رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة منذ المرحلة الأولى لولايته.

وبين الفعلي والمأمول، العمل السياسي يحتاج جهدا وعملا دؤوبا، وعنوان المرحلة «الحنكة السياسية'؛ وذلك يعني وجود الرغبة الحقيقية في الدفاع عما هو صواب، حتى لو كان ذلك يتطلب الاستقالة من منصب في الحكومة أو الخسارة في الانتخابات. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.

aaltaher @ aut. edu. Jo