كرمه الله بمناداته ومخاطبته بصفات الهدى والنور وأبلغها: يا أيها النبي، وأتم الكرامة له بشفاعة أمته، وبقاء الرسالة إلى أن يبعث الناس فرادى ومجتمعين ليوم الساعة والحساب وليوم حيث لا عمل.
فيا أيها المجتبى المختار: نعود إلى ضياء يوم مولدك وإلى بشارة بعثتك لتتمم مكارم الأخلاق ولتشهد الله أنك أديت الأمانة ونصحت للأمة وتركتها على المهجة البيضاء، ونلهج بالصلاة والسلام عليك امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى.
يا رسول الله، يا سيد ولدِ آدمَ أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ و أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ويا من بيده لواء الحمدِ يومَ القيامةِ: نشتاق لسنتك المعطرة تفوح منها بشائر الرحمة والنور من الذكر الحكيم؛ فما أرسلت الا رحمة للعاملين، وإرساء القيم الإسلامية السمحة وأخلاق التعامل.
يا أيها الذي فتح الله لك فتحا مبينا، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأتم نعمته عليك وهداك صراطا مستقيما، ونصرك نصرا عزيزا: نتوق للقائك ونحن أحبابك؛ آمنا بك ولم نرك، فما أبهى أن تشفع لنا ونشرب من يديك المباركة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا.
يا أيها الرحمة المهداة للبشر كافة؛ جئت بالأمر المطاع: نتبع رسالة الإسلام السمحة وسنتك وأنت الذي على خُلُقٍ عَظِيمٍ، نشتاق اليوم وفي يوم مولدك، إلى قراءة لأحداث البعثة ومشوار الإيمان وإخراج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الحقيقة.
أيها التهامي، يا من خرجت مودعا مكة لتلقاها موعدا الدنيا في حجة الوداع، وتخاطب حجيج بيت الله الحرام وتنطق شهادة الأمانة والوصية: «أَيُهَا النَّاس، إنّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليكُمْ حَرَامٌ إلى أنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في شَهْرِ كُمْ هَذَا في بَلَدِكُم هَذَا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانةٌ فليؤُدِّها إلى مَنْ ائْتمَنَهُ عَلَيها، أَيُهَا النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إن أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ، اللّهُمّ اشهد».
أيها النبي لا كذب، يا ابن عبد المطلب: قد آمنا بالله ربا وبك نبيا ورضيا الإسلام دينا، ويوم مولدك هو يوم شهادة الحق ليوم الحق، وكم نتمنى لو كنت بيننا الآن، لنبوح بما يجري للامة الإسلامية والعربية وكما أخبرت عنها لتقوم الساعة.
أيها الصادق الأمين: صدقت ما عاهدت الله عليه، ونصدقك القول بأن حالنا الإسلامي والعربي، صعب وشاق وثقيل، ونرجو أن نصدق الله، لأجل النجاة والفلاح، والصبر والثبات.
أيها المجتبى المختار: صل الله عليك وملائكته، ونصلي ونسلم عليك وعلى آل بيتك وصحبك تسليما طيبا مباركا فيه، فلعل شفاعتك تحل علينا يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، ويوم توفى كل نفس ما كسبت، ويوم نرد فيه الله، وتكون وتقول: أمتي، أمتي.
سلام الله عليك، يا رسول الله، فاحت روحك في ذكرى مولدك بكل الطيب والبركة والنقاء، اللهم بلغنا زيارة نبيك في الدنيا، ورفقته وجواره في الآخرة، وأرحم أمته وردها للإسلام ردا جميلا.