كتاب

البيان العشائري

اجتمع بعض من الصحابة في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، فقام احد الصحابة وطلب من الجميع التحدث عن أصولهم فاخذ كل واحد منهم يتحدث ويتفاخر بحسبه ونسبه وعندما طلب من الصحابي سليمان الفارسي الحديث قال: انا سلمان ابن الإسلام فكنت ضالاً فأهداني الله بمحمدِ، كنت فقيراً فأغناني الله بمحمدِ،كنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمدِ هذا حسبي ونسبي وكان سيدنا عمر بن الخطاب يشهد هذا الحوار فقال انا عمر ابن الإسلام أخو سلمان ابن الإسلام والحقيقة المراد ايصالها أن الإسلام لم يمنعنا من الاعتزاز في حسبنا ونسبنا ولكنه بعد الدين جعل الانتماء للوطن هو الأهم لاننا بلا وطن ليس هناك أمان أو مستقبل، فلن تكون عزيزا ومستقرا الا في وطنك وبين أهلك تنام قرير العين أينما ذهبت ومهما بعدت وتهت، تعلم أن لك وطننا يحتضنك وأن هناك من يرعاك، نختلف نتفق لكل منا رأيه ولكن ما يجمعنا حب الوطن.

لقد انعم الله علينا في الأردن بتنوع فسيفسائي من الأعراق والأنساب، عشنا فيه جميعا بوئام وانسجام ولقد حبانى الله بأن يتولى أمرنا وقيادتنا من النسب الهاشمي الشريف، فمنذ عهد المغفور له الملك الراحل عبدالله الأول رحمه الله والى يومنا هذا في عهد الملك عبدالله الثاني حفظه الله، ونحن نعيش في وئام ومحبة وتراحم كنا فيه خير عون لبعضنا البعض، في السراء والضراء، حاكما ومحكوماً واجهتنا أزمات وأزمات كنا نخرج منها سالمين بفضل قيادتنا الحكيمة ووعي شعبنا، لم نسمح فيه لأحد أن يتعدى على الآخر.

نشهد بين الحين والاخر صدور بيان عشائري لاحد العشائر والعائلات الأردنية، تؤكد فيها على انتمائها وولائها للوطن والملك وذلك وفي هذا السياق صدر قبل أيام بيان عن مجموعة من أبناء عشيرتي، (المجالي) لهم مكانة وقيمة اجتماعية وعلمية ومن مختلف الأطياف يؤكدون بها ثوابتهم التي توارثوها عن الأباء والأجداد بالانتماء لله والوطن والملك وأنا منهم كيف لا وأنا أتشرف بحمل اسم الشهيد هزاع المجالي وفي ذكر استشهاده دفاعا عن الوطن، وكما يقال ان لكل قاعدة استثناء هناك بعض الاقارب رغم انهم لم يخرجوا عن الثوابت ولا نشكك ابدا بوطنيتهم وانتمائهم يتخذون بعض المواقف التي يعبرون فيها عن ارائهم الشخصية سواء عن قصد أو غير قصد فان ما يصدر عن هؤلاء يمثلهم سواء كان ذلك عن قناعة او من باب المناكفة أو لإثبات الوجود، ومن باب حرية الرأي والرأي الآخر دون إقصاء أو تجريح أو تخوين لأحد كان لا بد من وضع النقاط على الحروف بهذا البيان ليعلم الجميع وليعلم القاصي والداني أننا مازلنا على العهد مهما واجهتنا المحن والمصاعب ومهما أحاك لنا البعض من الوسواس الخناس من الحساد والكارهين والحاقدين من خارج العشيرة المؤامرات والمكائد.

فالعشيرة التي يشهد لها الجميع أنها قدمت الغالي والنفيس، لن تقبل من يسيئ لها، وكيف لا وهي أول من استجاب لثورة الشريف الحسين من الحجاز عندما قاد أجدادنا الثورة ضد الحكم العثماني الظالم، ومازال الأبناء يحملون راية العهد متراصي البنيان، وإن اختلف البعض ممن غرر بهم ولكننا نعلم أنهم سوف يرجعون، فالولاء لدينا من الثوابت بعد الله للوطن والملك والعائلة الهاشمية.