كتاب

السوشال ميديا تدمر حياة شبابنا وتبيعهم الوهم

إذا كانت من كلمة مرادفة للسوشال ميديا، فهي الوهم. فمؤثرو السوشال ميديا يبيعون لأبنائنا وبناتنا الشباب صورة غير واقعية للحياة، ويعطونهم نظرة مزيفة تؤذيهم.

مؤثرو السوشال ميديا يخبرون الشباب أن الحياة سهلة، وأن كل ما تحتاجه لتكسب مليون دينار هو أن تفكر في ذلك! والحياة ليست سوى سهرات مع الأصدقاء ورحلات ومقالب!.

أضف إلى ذلك الصورة غير الصحية التي يزرعها هؤلاء المؤثرون حول مفهوم الجمال والجسد، والذي قد يدفع الكثيرين من الشباب وخاصة الشابات إلى حميات خطيرة أو جراحات التجميل للحصول على الشكل المثالي الذي وضعت معاييره الفاشينستا الفلانية.

قد يكون هناك بعض مؤثري السوشال ميديا الذي يقدمون محتوى محترم، ولكنهم قلة. كما أن لوغاريتمات السوشال ميديا لا تقدمهم في المقترحات أو نتائج البحث، وكأن اللوغاريتمات بينها وبين المحتوى الرصين عداوة، بالمقابل هي دافعة ورافعة لكل محتوى تافه!.

المغالطات الطبية انتشرت كالنار في الهشيم بفعل السوشال ميديا، مثل حمية الملفوف والبيض وغيرها من خزعبلات، والتي كثيرا ما انتهت بمتبعيها في غرفة الطوارئ.

لدينا أيضا مغالطات اجتماعية تنشرها السوشال ميديا، فالحياة الزوجية ليست كالأفلام الرومانسية، إذ كثيرا ما يكون فيها اختلاف، والحياة وتحصيل لقمة العيش ليست عملية سهلة، بل تتطلب العمل الدائم والعرق.

المشكلة أن الشباب الذين يأخذون السوشال ميديا مرجعية سوف يصدمون عندما يواجهون الواقع، وهذا قد يدفعهم للاكتئاب أو العنف او حتى الانتحار.

كثيرون من مؤثري السوشال ميديا روجوا لأفكار متطرفة، وأرسلوا الشباب لأتون التطرف والاشتراك مع داعش في سوريا وغيرها، بالمقابل فان هؤلاء المؤثرين كانوا يعيشون في أمان، وأرسلوا أبنائهم للدراسة في الجامعات في بلاد الكفر!

يجب علينا أن نوعي الشباب تجاه السوشال مدييا، وأن نقدم محتوى جذابا يبعدهم عن المحتوى السام الذي يقدمه كثير من مؤثري السوشال ميديا.

كما يجب مكافحة وحجب المحتوى السيئ في السوشال ميديا، سواء الذي يشجع على التطرف أو السلوكيات التي تعارض عاداتنا وتقاليدنا الأردنية.

يجب أن نقف، وأن لا نترك شبابنا فريسة للسوشال ميديا.