بعد مئة عام، وفي ذات المكان، يتواصل التفاف الإردنين حول قيادتهم من بني هاشم الأطهار، ويبقى ذات الحضور والتقارب مع أبناء الوطن في لقاءات عفوية ودية تشعرك بحجم المحبة التي يحملها الهاشميون لأبناء شعبهم، في لقاءات باتت تعتبر أمتيازاً هاشمياً في علاقة الشعوب بقيادتها، يلتقي سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مجموعة من أبناء معان وبواديها في قصر الملك المؤسس عبدالله الأول رحمه الله، مستحضرا ًرمزية المكان في أذهان الأردنيين، ويحاور الحضور في شؤون حياتهم، يستمع لهم باهتمام ويجيب على تساؤلاتهم بكل ود وم?بة.
لقد كان قصر الملك المؤسس قبل ما يزيد عن مئة عام حينما وفد الأمير عبدالله بن الحسين لمعان مركزاً وموئلاً لأحرار العرب، ومنطلاقاً للفكر والثقافة، فيلتقي سمو الأمير في ذلك الوقت في ساحات وردهات القصر الوفود العربية، وقيادات المناطق المجاورة، وصيغت في هذا القصر العديد من الأتفاقيات، وتم توجيه الرسائل ودعوات التحرر للكثير من المدن والبلدات، وفي هذا القصر كان يلتقي أصحاب الفكر والثقافة حيث صدرت في ذلك الحين أول صحيفة أردنية هي صحيفة الحق يعلو، ومنذ ذلك الحين يشكل القصر رمزاً وطنياً فهو منطلق بدايات تأسيس المملكة?الأردنية الهاشمية، ومنه أنطلقت رحلة المشروع النهضوي للدولة الأردنية، وفيه أرتسمت بوضوح الخطوط الأولى في مبادئ الحكم التي آمن بها الهاشميون وعاهدهم عليها الأردنيون في عقد أجتماعي متين، يقوم على مبادئ الحرية والكرامة والعمل سوية على تحقيق نهضة الأردن ومنعته.
وبالأمس يلتقي ولي العهد أبناء معان وبواديها في قصر الملك المؤسس في صورة وحضور يؤكد على ما كان عليه نظام الحكم طيلة مئة عام من قرب من الناس، وتواضع هاشمي كريم، وحرص دائم على الأستماع إلى المواطنين دون عقبات أو حواجز، فقد وجه سموه بعد عبارات الترحيب أنه على أستعداد للإستماع للجميع دون قيود أو محددات، مبادراً بالرد والتوضيح حيال جميع مداخلات الحضور وتساؤلاتهم، كما أخذ سموه بعين الأعتبار الحلول والمقترحات التي عرضها الحضور إزاء التحديات التي تواجه مناطقهم فيما يخص المياه والطاقة، ودمج التقانة في الزراعة الحديث?، ورفع الوعي لدى الشباب بالمستجدات والمخاطر التي تواجههم ودور مؤسسات الدولة في هذا الأتجاه.
خطط ومشاريع عديدة تحدث عنها سمو ولي العهد لتطوير قصر الملك المؤسس والمنطقة المحيطة به في مدينة معان، والعمل بجد لوضعه على الخارطة السياحية، وتفعيل الشراكة مع جامعة الحسين بن طلال فيما يخص ربط التعليم الجامعي في العديد من المساقات بتاريخ الأحداث السياسية والأجتماعية التي أحتضنها القصر، إلى جانب مواصلة إجراء البحوث والدراسات التي توثق لمكان ورمز من الرموز التي أحتضنت بدايات إنطلاق الدولة الأردنية.
Rsaaie.mohmed@gmail.com