رابط حيوي يبرز خلال فصل الصيف وارتفاع الحرارة والحاجة للماء بشكل أكبر من الفصول الأخرى وزيادة الاستهلاك فتقع الأزمات المائية على المستوى الشخصي بشكل خاص وبمعاناة ذات طابع مائي مميز مع محدودية المصادر المائية.
المدخل الأول للحديث الاستراتيجية الوطنية الأردنية لاستهلاك المياه للأعوام 2023 – 2040 والتي تم إطلاقها خلال النصف الأول من شهر آذار لهذا العام ومن أبرز أهدافها: توفير إدارة أمثل لموارد المياه الحالية للأعوام 2023-2040، وتحقيق التوازن بين الطلب والمتاح وتحقيق الأمن المائي والتنمية الوطنية المستدامة. وتخفيض الفاقد المائي بنسبة 2 بالمئة سنويا، والوصول إلى 25 بالمئة بحلول عام 2040، ورفع كفاءة الطاقة وخفض كلفها وزيادة الاعتماد على الطاقة البديلة والتشغيل والصيانة، وتحقيق الاستقرار المالي لقطاع المياه وتقليل الخسائر وتحقيق الاستدامة المالية.
وتهدف كذلك إلى البحث عن مصادر غير تقليدية لتحسين التزويد المائي واستدامتها مثل مشروع الناقل الوطني، والتوسع الكبير في معالجة مياه الصرف الصحي؛ لإعادة استخدامها في الري لسد العجز المائي المتزايد ورفع كفاءة التزويد لغايات الشرب وتوفير المياه للاستثمارات الصناعية والزراعية والسياحية وبناء إدارة كفؤة، ونرجو أن تتحقق اهداف الاستراتيجية جميعها.
المهم ووفقا للاستراتيجية تتراوح حصة الفرد المستهلكة للأغراض المنزلية ما بين 80-120 لترا للفرد حسب المحافظة وتبلغ حصة الفرد في السنة لجميع الاستخدامات أقل من 100م3.
المدخل الثاني للحديث تحديدا عن الأغراض المنزلية والتي تشكل هما وسلوكا ومساحة أمل للوعي بأهمية المحافظة على كل قطرة من قطرات سواء ما يتبقى في كأس ماء أو الحرص على عدم هدر المياه هنا وهناك وفي أرجاء الأحياء السكنية عندما يأتي دور ضخ المياه وتجدد مشكلة الاستهتار بنعمة المياه بشكل مؤسف، وتحديدا مع موجات الحر هذه الأيام.
أحسنت شركات تعبئة المياه الاتجاه نحو العبوات الصغيرة وذلك يقلل دون شك استهلاك مياه الشرب قدر الإمكان إلى حد كبير، والأمثلة عديدة في مجال ترشيد الاستهلاك سواء في المنازل وخارجها على حد سواء، ولعل توفر ماء الشرب من خلال القوارير والعبوات والزجاجات يعتبر إنجازا مع أن ماء الحنفية مضمون.
وسائل عديدة يمكن من خلالها ترشيد استهلاك المياه تبدأ من تفقد مداخل ومخارج مصادر المياه في المنازل كافة وعدم الاستهانة في بعض النقاط المتسربة والتي تعني في نهاية الأمر تجمع كمية لا بأس بها وخسارة لا تعوض.
يزداد استخدام المياه خلال فترة الصيف وقدوم المغتربين والزوار، وهذا يعني أيضا هدر من نوع معين نظرا لتوفر البديل وهو الصهاريج والتي هي ليست الحل، يكمن الحل في الترشيد ؛ عند الشح والانقطاع يكون الاقتصاد والترشيد والحرص ودعوة الجميع من أفراد الأسرة والمجتمع بالانتباه والوعي، ولكن وللأسف وعند توفر وعودة تدفق المياه، يكون الهدر دون حساب لفترة الانقطاع.
مواجهة التحديات المائية يحتاج إلى ثقافة شاملة بأهمية كل قطرة ماء تذهب في غير وجهتها وفي الاستخدامات كافة وأهمها المنزلية عند الجلي والغسيل والتنظيف وحتى غسيل السيارة وتعبئة الخزانات وضج الماء وممارسات كثيرة أخرى.
الصيف والماء ونحن علاقة يجب أن تكون رشيدة تماما.