كتاب

ولي فيها مآرب أخرى

إن العطلة الصيفية فرصة رائعة لِلَم الشمل وتوثيق العلاقات الأسرية والعائلية والاجتماعية وصلة الأرحام والتعرف على ثقافات جديدة ولغات عديدة وتوسيع الآفاق والمدارك، خصوصًا مع عودة المغتربين إلى لأوطانهم والتفاعل مع أبناء البلد، إذ يجتمع الأبناء من دول شتى ثقافات عدة ولغات مختلفة على أرض الوطن كالأَم الرؤوم التي توحدنا مهما بعدنا وتجمعنا مهما اختلفت وجهاتنا و لغاتنا، فالعطلة مغنم لمن يحرص على اغتنامها باستثمارها بالشكل الصحيح والسليم بدلاً من أن تكون نقمة؛ وائدة للمواهب وسارقة لأوقات ودافنة للمهارات والخبرات.

فاحرص مهما شغلتك الحياة أن تخصص العطلة لعائلتك ووطنك لتهنأ برفقة عائلتك على ثرى وذكريات الوطن، لما لها من فوائد جمة لا يدرك لذتها من ذاقها، أولاً وأخيرًا ودائماً غرس الانتماء والولاء وحب الأوطان بالأفعال وليس الأقوال بتقديس زيارته، وكذلك تبادل الثقافات والتعرف على أشخاص من خلفيات مختلفة وتعلم أشياء جديدة عن ثقافات مختلفة ومعرفة المزيد عن عادات الناس وقيمهم وتاريخهم، بالإضافة إلى تطوير المهارات اللغوية. إذا كنت تتحدث لغة أخرى، فيمكنك ممارسة التحدث مع المغتربين الذين يتحدثون هذه اللغة.

إن تبادل الثقافات مع المغتربين تجربة ممتعة وغنية بالمعلومات والعادات والتقاليد، وتجربة مثيرة وفرصة رائعة للتعلم وتوسيع الآفاق عن ثقافات الدول الأخرى وفي مقالي هذا أقدم بعض الطرق التي يمكن من خلالها تبادل الثقافات والتعرف على الثقافة المحلية أثناء الإقامة في بلد آخر:

أولاً: التعلم عن الثقافة المحلية: احرص أن يطلع أبناؤك على التاريخ والتقاليد والعادات والمأكولات المحلية للبلد الذي تزوره و البحث عبر الإنترنت عن المتاحف والمواقع التاريخية للتعرف بشكل أعمق على الثقافة المحيطة بك.

ثانيًا: التواصل مع المجتمع المحلي: التأكيد على الأبناء بالانخراط في المجتمع المحلي والتواصل مع السكان المحليين. يمكنك الاشتراك في جولات سياحية محلية أو حضور الفعاليات والمهرجانات المحلية. ستتاح لك هذه الفرصة لمقابلة الناس والتعلم من تجاربهم وتوسيع دائرة معرفتك.

ثالثًا: المشاركة في الأنشطة المحلية: جرب الأنشطة المحلية التي تعكس ثقافة الوطن المضيف. قد تحظى بفرصة تعلم حرفة محلية، مثل الطبخ التقليدي أو صنع الحرف اليدوية التقليدية. يمكنك أيضًا حضور الحفلات المحلية أو العروض الفنية للاستمتاع بالفن والموسيقى المحلية.

رابعًا: التحدث بلغة المحلية: حاول تعلم بعض الكلمات والعبارات الأساسية في لغة البلد واستخدام اللغة المحلية إذ ساعدك هذه المهارة على التواصل بشكل أفضل مع الناس وفهم ثقافتهم وعاداتهم.

خامسًا: المشاركة في التبادل الثقافي: مشاركة ثقافتك مع الآخرين واعرضهم على عادات وتقاليد بلدك. يمكنك تقديم المأكولات المحلية أو عرض الحرف اليدوية التقليدية التي تملكها. بالمثل، استمع إلى قصص الآخرين حول ثقافتهم وتجاربهم.

سادسًا: تذكر أن تحترم وتقدر الثقافة المحلية وتحاول أن تكون على علم بالعادات والتقاليد المحلية. تبادل الثقافات هو طريقة رائعة لتوسيع مداركك وفهم العالم من منظور مختلف.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمغتربين الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز مهاراتهم في اللغة الأم، وتعلم المزيد عن التقاليد والعادات الثقافية في بلدهم الأصلي. وبذلك يمكن لهم توطيد الروابط الثقافية والاجتماعية مع أفراد الأسرة والأصدقاء في بلدهم الأصلي، وتعزيز الانتماء إلى هذه الثقافة.

ختامًا تعد العطلة الصيفية فرصة للمغتربين للتواصل وتبادل الثقافات مع بعضهم البعض. ففي هذه الفترة يعود المغتربون إلى بلدانهم الأصلية لقضاء العطلة، ويمكنهم خلال ذلك التعرف التحدث مع أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران لتبادل الخبرات والمعلومات حول ثقافاتهم المختلفة. والاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز مهاراتهم في اللغة الأم، وتعلم المزيد عن التقاليد والعادات الثقافية في بلدهم الأصلي. وبذلك يمكن لهم توطيد الروابط الثقافية والاجتماعية مع أفراد الأسرة والأصدقاء في بلدهم الأصلي، وتعزيز الانتماء إلى هذه الثقافة. وتذكر أن ?حافظ على أخلاقك وقيمك وتحترم قيم وعادات البلد وكن منفتحًا على التعلم عن الثقافات الأخرى، ولا تتردد في طرح الأسئلة وكن محترمًا لثقافة الآخرين وشارك في الأنشطة الثقافية واغتنم العطلة ففيها مآرب أخرى؛ بر ووصال العائلة والترفيه عن النفس والتنزه والنفع للوطن. كما قالها الإمام الشافعي: «سَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد».