تتكرر بين وقت وآخر حالات الاعتداء والاساءة للمصحف الشريف «القرآن الكريم» بحرق أو تمزيق لنسخ منه، او التعرض الى شخص الرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من قبل بعض الافراد المتطرفين او التجمعات الضيقة في بعض الدول الاوروبية وغيرها، كان آخرها مرتان تكررتا في السويد خلال الشهر الجاري تحت حراسة الشرطة السويديه بحجة الحق بحرية التعبير.
هذه الاعتداءات السافرة والمشينة لا علاقة لها بحرية التعبير التي ترتكز على مبادئ اهمها إحترام معتقدات الاخرين، وهي سلوكيات متطرفة موضع إستنكار واشمئزاز من قبل جميع المؤمنين والعقلاء في العالم، ويدعون إلى التصدى لها بكل قوة، لانها تعتبر اعتداءً وإساءة الى جميع الاديان والكتب السماوية المقدسة.
من المؤكد ان هذه الاعمال تصدر في معظمها عن افراد لا يمثلون الامة المسيحية ولا المؤسسات الدينية والمرجعية للمسيحيين في العالم، وعلى راس هذه المرجعيات دولة الفاتيكان وقداسة البابا الاكرم، الذي يعتبر رمزا لسماحة المسيحية والسلام في العالم، والذي يسارع دائما لاستنكار هذه السلوكيات ويدعو الى وأدها، ويحظى باحترام وتقدير كبير لدى مختلف دول وشعوب العالم الاسلامي، ومواقفة التي يدعو فيها دائمًا الى السلام والارتقاء بالقيم الانسانية والى رفع الظلم عن الشعوب المقهورة وعلى راسها ألشعب الفلسطيني وحق تقرير مصيره كباقي ال?عوب الحرة في العالم.
إن آفة الكراهية والتطرف الفكري المقيتة هي مرجعية هؤلاء الافراد المجرمون المعتدون على المصحف الشريف و الجهات التي يمثلونها في التعدي على قيم ورمزية وقدسية الكتاب الكريم، ويمثل الاعتداء عليه مجاهرة بالعداوة و البغضاء والكراهية والعدوانية على عقيدة كل مسلم في العالم، لا بل انها تمثل أيضا تعد وعدوانية على كافة الاديان السماوية والقيم الحضارية والثقافية والاجتماعية للمجتمع العالمي الذي يعتبر ان الاديان اهم مرتكزات تحضره وضبط سلوكه وتطوره و بما وصل اليه من التمدن والتطور العلمي في كافة المجالات، التي تسخر لخدمة ?لانسان في أي مكان من ألعالم.
الفكر المتطرف انتج ذلك السلوك المشين في الاعتداءات المتكررة على المصحف الشريف وقدسيته، ولا يختلف هذا السلوك عن قيام اي ارهابي في العالم بالاعتداء والقتل والتدمير على اي مظهر من مظاهر الحياة الانسانية.
إن تكرار هذه الحالات الفردية والضيقة وإن كانت معدومة التاثير على علاقات الدول وتسامح وحوارات الاديان لمصلحة الشعوب والمجتمع الإنساني بكل تاكيد، الا أنها نوع جنوني من الهوس ومرض ربما ينتقل بين فترة واخرى الى بعض الافراد في مناطق مختلفة من العالم، وهذا امر يتطلب من المؤسسات الدينية المحترمة ومؤتمرات حوارات الاديان التصدي لها فكريا وقانونيًا وردعها والتنبيه والتحذير من خطورة تداعياتها على التعايش والسلام بين الأمم والشعوب والثقافات المختلفة، وخاصة من قبل المرجعيات الدينية الرئسية في العالم؛الفاتيكان والازهر ا?شريف، ومنظمة العمل الاسلامية، ورسالة عمان، والمجلس اليهودي العالمي، وكلها مؤسسات ومرجعيات دينية محترمة وموثوقة ومؤثرة في توجيه المؤمنين في العالم، لتعيش الشعوب اكثر تعاونا واستقرارًا وأمنًا وتطورًا للمجتمع الانساني.
Rzareer@hotmail.com