درجات حرارة المياه تتراوح ما بين ٣٢ و ٦٥ درجة مئوية
يوفر المنتجع بركة مياه باردة خلال فصل الصيف لتفادي درجات الحرارة
استحدثت منطقة ترفيهية للأطفال تزيد مساحتها على ١٥٠ متراً مربعاً
طرق خاصة لذوي الاحتياجات لتسهيل دخولهم إلى الشلالات
تعتبر حمامات ماعين الواقعة في محافظة مأدبا على بعد27 كيلومترا وتبعد عن العاصمة عمان قرابة الـ 58كيلومترا، واحدة من أجمل مناطق السياحة العلاجية في الاردن، فهي مليئة بالثروات الجمالية والعلاجية الاستشفائية، اذ تعد مقصدا للعديد من السياح الاردنيين والاجانب لهذين الغرضين، وتتمتع بجاذبية فريدة من نوعها بسبب احتوائها على سلسلة جبلية بالوان داكنة تتدفق من بينها اكثر من 64 ينبوعا حارا لتنزل بعد ذلك على شكل شلالات بين هذه الجبال.
وتتميز هذه الشلالات بمواصفات علاجية عديدة وذلك لاحتواء هذه الينابيع على نسبة عالية من المعادن، تتواجد على شكل ايونات داخل المياه مما يساعدها إلى الدخول للجسم عن طريق المسامات عبر الخاصية الاسموزية، ويساعدها ذلك درجة حرارة المياه التي تتراوح ما بين ٣٢ درجة مئوية إلى ٦٥ درجة.
وفي حديث «الرأي» مع مدير منتجع حمامات ماعين نضال القيسي اكد ان السبب الرئيسي لتمتع حمامات ماعين بهذه المواصفات العلاجية الكبيرة، هو الوجود المرتفع لعدد من العناصر المعدنية في المياه مثل الكبريت والبوتاسيوم والفسفور واليود والصوديوم وغيرها من المعادن الضرورية للجسم، بسبب موقع المنطقة في مستوى تحت سطح البحر بما يقرب ٢٨٠ مترا.
واشار القيسي الى ان مناخ المنطقة يكون معتدلا ودافئا خلال فصل الشتاء وحارا نسبيا في فصل الصيف وخاصة شهر تموز وآب عدا ذلك جميع الاشهر مناسبة للزيارة، اذ يوفر المنتجع بركة مياه باردة خلال فصل الصيف لتفادي درجات الحرارة.
ولفت القيسي إلى أن منتجع حمامات ماعين ينقسم إلى ثلاث مناطق يختار الزائر ما يناسبه مثل المنطقة العامة، حيث يتواجد فيها عدة شلالات معدنية منها ما هو خاص بالعائلات ومنها ما هو مخصص للسيدات، حيث تم توسعته مؤخرا لاستيعاب عدد اكبر مما كان عليه، كما يوجد شلال عام للجميع، كما تم استحداث شلال اخر حديث مناسب أيضا للأطفال والعائلات، وتحتوي ايضا على برك علاجية أحدها للرجال وأخرى للسيدات، ومنطقة الفندق تحتوي على ٩٧ غرفة وجناحا بالإضافة إلى المطاعم والبركة الساخنة والباردة وصالة لياقة بدنية، بالإضافة إلى المكتبة ومكان للتسوق الخاص بالحرفيات وقاعات الاجتماع، واستحدثت أيضا منطقة خاصة للأطفال مؤخرا تزيد مساحتها على ١٥٠ مترا مربعا تتضمن العابا وانشطة ترفيهية للأطفال.
واخيرا النادي الصحي، حيث يقدم الخدمات العلاجية والاسترخائية على أيدي مختصين بالعلاج مدربين على أفضل المهارات ويتضمن النادي الصحي بركة وشلالا طبيعيا بالإضافة إلى الساونا والبخار، كما حصل النادي الصحي على عدة جوائز عالمية اهمها افضل ناد صحي بالعالم للعلاج بالمياه المعدنية.
وردا على سؤال «الرأي» ما اذا كانت المنطقة وعرة وغير مناسبة لزيارة فئة كبار السن اوضح، ان المنطقة ليست وعرة كما يتصورها الكثير، حيث تم فتح طريق يربط ما بين حمامات ماعين والبحر الميت ضمن معايير دولية عالية، وايضا إدارة المنتجع لم تنسَ ذوي الاحتياجات الخاصة باهتماماتها، حيث وفّرت طرقا خاصة لتسهيل دخولهم إلى الشلالات.
وبدوره، اشار الاستاذ المتخصص في السياحة والفندقة في الجامعة الاردنية فرع العقبة، ومؤلف كتاب السياحة والسفر للمرحلة الثانوية العامة الدكتور ابراهيم الكردي، الى ان السياحة العلاجية تقسم الى السياحة الطبية وتتمثل بالمستشفيات والمراكز الصحية، والسياحة الاستشفائية التي تعتمد على الينابيع المعدنية وتعتمد على المقومات الطبيعية ووفرة الخدمات العلاجية المتمثلة بالموارد الطبيعية للدولة وبالأخص المياه المعدنية والمناخ.
فالسياحة الطبية هي عنصر متقدم في الاردن وهي من الانماط السياحية المتقدمة والمتطورة، واجتماع 49 منظمة للسياحة العالمية الذي كان بالأردن قبل فترة وجيزة، اشار بوضوح الى ان الاردن يحتل مراتب متميزة بهذا المجال على مستوى العالم، حيث حاز بالمرتبة الاولى على شمال افريقيا والوطن العربي والمرتبة 5 عالميا، لكن فيما يتعلق بالسياحة الاستشفائية، لم يصل الاردن لمرحلة النضج في تطويرها بالشكل الذي يليق بسمعة الاردن، على الرغم من توفر الكثير من المقومات الخاصة بصناعة السياحة الاستشفائية التي تعتمد على الموارد الطبيعية التي وهبها الله لنا.
ويتابع الكردي: انه في الوقت الراهن عملية الاستثمار لهذه الينابيع المعدنية لم تصل لمرحلة النضج على الرغم من انها تتوافر فيها العديد من العناصر المعدنية التي تسهم بعلاج الكثير من الامراض مثل الامراض الجلدية؛ كالصدفية والبهاق، وامراض المفاصل كالروماتيزم و الالتهابات المفصلية وتيبس المفاصل، و امراض الجهاز التنفسي كالتهاب الجيوب الانفية، وتنشيط الدورة الدموية وخاصة مناطق الأطراف مما يعيد الحيوية والنشاط إلى الجسم وغيرها من الامراض العديدة والمختلفة.
وردا على سؤال «الرأي» عن مدى اهمية حمامات ماعين من الناحية النفسية والعصبية بين الكردي، ان المكان يسهم في عملية الاسترخاء وعملية الحصول على السياحة المتمثلة بالتأمل ومعالجة الكثير من الاشكاليات النفسية التي يعاني منها الانسان، حيث ان العلاج بالمياه المعدنية والحارة يساعد على علاج الإجهاد العصبي والنفسي، واسترخاء الجهاز العصبي والراحة بالقضاء على الإجهاد و التوتر.
وبين الكردي ان تقارير هيئة الامم المتحدة المتمثلة بمنظمة السياحة العالمية لعام 2021 اشارت الى ان افضل الينابيع المعدنية من الناحية العلاجية الاستشفائية على مستوى العالم هي حمامات موجودة في «التشيك» بالمرتبة1، والمرتبة 2 هي حمامات الاردن المتمثلة بحمامات ماعين ووادي ابن حماد.
ولفت الكردي الى ان كثيرا من الدول المتطورة في هذا المجال استطاعت تحقيق قصص نجاح متطورة، وكانت القيمة المضافة لهذه الدول مثل التشيك عالية جدا والايرادات المحققة من القطاع السياحي المعتمدة على الينابيع المعدنية عالية جدا، فمن الممكن ان تضاف وفورات اقتصادية متميزة من خلال تشجيع السياحة الاستشفائية التي تعتمد على الينابيع المعدنية بالأردن، الى جانب ذلك فان الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى مناطق انتشار الينابيع المعدنية لا تسبب الأمراض الجلدية، لذا فإن التعرض لهذه الأشعة لا يسبب اي ضرر للإنسان ولا يؤثر على جلده، بالإضافة الى ان هذه المناطق تحتوي على اعلى نسبة اكسجين بالعالم مما يسهم في تشجيع السياحة التي تعتمد على استقطاب السياح من كل دول العالم لغرض الاستجمام والاستشفاء.