لكل عبادة من عبادات الإسلام مقاصد شرعية، تشكل العبادة مدخلا لها، غير أن الكثيرين يجلهون هذه المقاصد، وفي الطليعة منها آداب المسجد، وأولها قاعدة خذوا زينتكم عند كل مسجد. والزينة تعني فيما تعنيه طيب الرائحة وحسن المظهر ونظافة الثياب وتناسقها وملائمتها للمقام، وهو مالا يحرص عليه الكثيرون من رواد المساجد خاصة في صلاة الجمعة، حيث لا يتورع البعض عن الذهاب إلى المسجد بملابس النوم أو ملابس الرياضة، أو بملابس ضيقة خاصة البنطلون الذي يفصل ملامح الجسم المنهي عنه للرجال وللنساء، ويدخل في دائرة الملابس غير المناسبة للم?جد تلك التي تحمل نقوشا أو عبارات غير مناسبة لمقام المسجد أو كلاهما، مما يتنافى مع ضرورة أن يتمتع روواد المسجد بالطهرتين المادية الروحية، وأن يحرصوا على توفر الأجواء التي تساعد في التركيز على العبادة والسكينة فيها، غير أن بعض رواد المساجد لا يتورعون عن الحديث بالهاتف الجوال وبصوت مرتفع، يؤثر على من سواهم من رواد المسجد. بل أن بعض رواد المساجد لايتورعون عن تشكيل حلقات تتحدث بصوت مرتفع في أمور لا علاقة لها بالعبادة.
ومن آداب المسجد التي لا يراعيها الكثيرون من رواد المساجد، عدم تخطي الرقاب، لأن الأصل أن الجلوس بالمسجد يجب أن يكون منتظما، بحيت لا يكون هناك حاجة لتخطي الرقاب.
ومن السلوكيات التي لا تتفق مع آدب المساجد اصطحاب الأطفال إلى المسجد، وهي سنة حسنة شريطة أن نعلمهم أولا آداب المسجد من سكون وهدوء، حتى لا يتحول المسجد أثناء الصلاة إلى ملعب أو مضمار للجري للأطفال، كما نشهد كثيرا في مساجدنا.
أمر آخر يتعلق بآداب المسجد التي لا يراعيها بعض المصلين ممن يحتاجون إلى الصلاة جلوسا على المقاعد، حيث تتناثر هذه المقاعد بين صفوف المصلين بدلا من أن تشكل صفوفا متكاملة يفضل أن تكون في الصفوف الخلفية للمصلين.
هذه بعض السلوكيات التي تتم داخل مسجدنا، ولا تتناسب مع آداب وسنن المسجد، أما خارج المسجد فيتحول إلى سوق خضار مزعج خاصة أيام الجمعة، مما يعرقل حركة المصلين أمام المسجد وفي الشوارع المحيطة به، وكلنا أمل أن تولي وزارة الأوقاف هذه القضايا السلوكية اهتماما من خلال تكثيف دروس الإرشاد حول المقاصد الشرعية للعبادات في الإسلام، ومنها آداب المسجد.
