كتاب

التعليم الإسلامي الجامعي

بحضور ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم عقد المعهد الملكي للدراسات الدينية الأسبوع الماضي لقاء حواريا مع مجموعة من عمداء كليات الشريعة في الجامعات الأردنية وعدد من العلماء والمفكرين والأكاديميين في مجال الشريعة والتعليم.

ناقش سمو الأمير الحسن مع الحضور آليات تطوير التعليم الإسلامي الجامعي والتحديات التي تواجه عمليات التطوير ولعلها غنية بالحوار امتدادا من عهد الكتاتيب وحتى التعليم الجامعي والفترة الكافية لإنارة الدرب بكل جهد بذل في هذا المجال ومن ضمنها كليات الشريعة في الجامعات الأردنية.

موضوع هام في عصر التحديات المعاصرة والملفات التي تواجه المواطن في أنحاء العالم وكيفية مواجهة الطروحات بكثافة على أجندة حياته اليومية وأفراد أسرته ومجتمعه ومن خلال وسائل منوعة وقادرة على اختراق خصوصيته والدخول إلى عالمه دون استئذان.

وقبل فترة ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، محاضرة علمية بعنوان «الفقر متعدد الأبعاد والكرامة الإنسانية»، وأكد سموه خلال المحاضرة ضرورة الرجوع إلى المعرفة المبنية على الحقيقة المطلقة، وتوفير البيانات والمعلومات الواقعية الدقيقة من خلال قاعدة بيانات معرفية وطنية للانتقال من الأسلوب الرعوي إلى التعاون بين جميع القطاعات لتمكين وتفويض المحتاجين والعمل من أجل كرامة الإنسان.

أحببت الإشارة إلى هذين الموضوعين لما لهما من ضرورة التطور الدعوي وامتلاك العديد من المهارات المبنية على الاحتياجات والمتطلبات المستجدة والتي تتعلق بالكرامة الإنسانية بمفهومها العام والزكاة والإغاثة بأثرها الخاص.

التعليم الإسلامي الجامعي عنوان للمرحلة القادمة من معالم التعامل مع القضايا المنوعة والخطيرة على المجتمع الإنساني ومنها المثلية وهدم الأسرة ومكوناتها وكذلك قضايا الفقر وتفاصيل الهجوم على الكرامة الإنسانية من خلال المجاعات والدمار والحروب والفتن.

رفع معدل القبول في كليات الشريعة وتشجيع الالتحاق في التعليم الجامعي الإسلامي ورفده التخصصات باللغات المطلوبة وخصوصا الإنجليزية والفرنسية والإسبانية واللغات العالمية مطلب مهم وتحد أمام الطالب في كلية الشريعة والمراحل الدراسية في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والابتعاث للجامعات ذات المستوى البحثي المتقدم فيه من الأثر الطيب في مجال الدعوة والبحث العلمي.

مجالات جديدة وجديرة بالبحث والاهتمام في مجال التعليم الإسلامي الجامعي ومنها رفع مستوى الخريج في مجال التخصص العام والدقيق والتي أصبحت مثل التخصصات الطبية الدقيقة سواء في الشريعة والفقه والتخصصات الأخرى.

مواجهة التحديات الأخلاقية القادمة ومن خلال العديد من محاولات اختراق مكونات الأسرة والمجتمع، بحاجة إلى دفاع عميق ومتخصص في أساليب الحماية واستباق الخطر ومعالجة الفجوات وإيلاء التوعية الأهمية المرجوة.

حماية الأطفال من الإدمان على استخدام الأجهزة التكنولوجية والهواتف النقالة، من أبرز ما يمكن للتعليم الإسلامي الجامعي معالجته والمساهمة في طرح البدائل العملية المتاحة سواء في المناهج والخطب والرسائل التوعوية والعديد من الوسائل المتاحة.

موقع المعهد الملكي للدراسات الدينية غني بالعديد من الدراسات والاجتماعات واللقاءات والمحاضرات والروابط والتي يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بعرض ما يجود به فكره من مساهمات ورعاية وأفكار وملاحظات قيمة في الموقع، فلسموه الإجلال والتقدير والأمنيات بموفور الصحة والعطاء الفكري والإنساني الشامل.

التأكيد من جديد على التعليم الإسلامي الجامعي ومعالجة قضايا الكرامة الإنسانية جوهر للعمل الجاد لمرحلة قادمة وليست بالسهلة على جميع الأحوال!

fawazyan@hotmail.co.uk